الفتوى رقم (11511) من المرسل السابق، يقول: ما سّلم قراءة كتب القواعد الفقهية للمبتدئ؟ هل لك أن ترسم لنا منهجاً معيناً كيف نبدأ في القراءة؟ وكيف نتسلسل في هذا الفن؟

الجواب:

        بالنسبة لقواعد الفقه لا شك أن هذا العلم علم عظيم؛ ولكن طالب العلم الذي يحصل عنده رغبة في دراسة هذا العلم يحتاج إلى الارتباط بشخص متخصص في هذا العلم، وذلك من أجل أن يكون تصويره للقواعد تصويراً صحيحاً، تنتقل هذه الصورة من لسان المتكلم إلى فهم السامع، ويكون هذا السامع تصور هذه القاعدة على وجه سليم؛ لأن الشخص إذا كان يقرأ بمفرده ولم يكن متمكناً فإنه قد يخطئ في تصوره لفهم هذه القاعدة؛ ولكنه يعتقد في نفسه أن فهمه لهذه القاعدة صحيح؛ وبالتالي ينقل هذا الفهم الذي ليس بصحيح ينقله على أنه صحيح. والشخص الذي يُنقل إليه هذا الكلام يتقبله على أنه صحيح ثقة بمن سمعه منه.

        فعلى الإنسان أن يرتبط بشخص متمكن من هذا العلم ويدرس عليه القواعد الفقهية.

        أما إذا نظرنا إلى القواعد الفقهية من جانب آخر، فإن كلّ مذهب من المذاهب له قواعده. وهذه القواعد منها ما هو متفق عليه من جميع المذاهب، ومنها ما هو متفق عليه داخل المذهب، ومنها ما هو مختلف فيه بين المذاهب، ومنها ما هو مختلف فيه داخل المذهب.

        وعلى الشخص الارتباط بشخص متمكن ويتدرج معه. وبالله التوفيق.