المقصود بأصحاب الكهف والرقيم
- التفسير
- 2021-09-02
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1163) من المرسل ب.ع س، من حائل، يقول: في قوله تعالى:"أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا"[1]، يقول: من هم أصحاب الكهف والرَّقيم؟
الجواب:
أصحاب الكهف كانوا قوماً مؤمنين، وكان ملك بلادهم يقتل كلّ مؤمن، فاتفقوا على الفرار بدينهم، ففروا بدينهم، ودخلوا الكهف، وهو الغار؛ ليعبدوا الله فيه، ويستخفوا من الملك وقومه، فأمر الملك من يتَّبعهم، ويبحث عنهم، فوجدوهم بالغار، وأخبروا الملك، وجاء بجُنده إليهم، وأمر الجنود أن يدخلوا عليهم، فأصيبوا برعب، وهابوا الدخول عليهم، وأشاروا عليه بتركهم ليموتوا جوعًا، وعطشًا، وكان الله قد ألقى عليهم قبل ذلك نوماً ثقيلاً، فبقوا على ذلك مدة طويلة، ثم أيقظهم الله، وظنوا أنهم لبثوا يومًا، أو بعض يوم، فبعثوا واحدًا منهم ليشتري لهم طعاماً بدراهم كانوا قد أخذوها معهم، فلما جاء إلى صاحب المتجر، ورأى صاحب المتجر النقود معه، قال له: أين جاءتك هذه النقود؟ فقال الفتى: خرجت أنا وأصحابي بالأمس، فأوينا إلى الكهف، فقال صاحب المتجر: هؤلاء الفتية الذين ذهبوا في قديم الزمان، فذهبوا إليهم، ووجدوهم موتى، هذا مُلخَّص قصتهم.
ومما ينبغي التنبيه عليه:
أولاً: أن ما يذكره بعض المفسرين من الإسرائيليات في بيان قصص القرآن، يحتاج إلى تحقيق من جهة أسانيده، حتى يتم الاحتجاج به ليكون تفسيرًا للقرآن، وأن ما يذكره بعضهم من كثرة الأقوال في الأمر الواحد، مما لا يترتب عليه فقه في الدين، ولا في العقيدة، كاختلافهم في لون كلب أصحاب الكهف، ونحو ذلك، فهذا لا ينبغي أن يُشغل طالب العلم نفسه فيه.
ثانياً: أن هذه القصة تشتمل على فقه، ومن هذا الفقه أن الشباب أكثر قبولاً للدعوة من الشيوخ، ولهذا أكثر من آمن بالرسول ﷺ الشباب من قريش.
ثالثاً: أن القرناء الصالحين لهم تأثير على الشخص الذي يقارنهم، وأن الأرواح لا تجتمع إلا على وجود أمرٍ مناسبٍ فيما بينها، فهؤلاء الفتية اجتمعوا على الإيمان، واتحدت كلمتهم.
رابعاً: أن العزلة مشروعة عند كثرة الفتن، كما اعتزل هؤلاء الفتية، وكما قال النبي ﷺ، ولضيق البرنامج أكتفي بهذا، ومن أراد المزيد على ذلك فعليه أن يرجع إلى تفسير ابن جرير، والقرطبي وغيرهما، وبالله التوفيق.