Loader
منذ سنتين

نصيحة حول المسؤولية العظيمة على أبناء المسلمين -الذين يسافرون إلى الخارج ويعملون أعمالاً سيئة


  • فتاوى
  • 2022-02-07
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10749) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: أريد نصيحة حول المسؤولية العظيمة على أبناء المسلمين -بالذات- أبناء هذه البلاد، فبعضهم ربما يسافر إلى الخارج ويتعامل تعاملات سيئة خارج البلاد وخصوصا فترة الصيف. لماذا لا تكثف التوعية عبر وسائل الإعلام وغيرها للاهتمام بالمسؤولية الملقاة عليهم ليكونوا دعاةً بالقدوة والمعاملة، وأنهم مسؤولون أمام الله -سبحانه وتعالى-؟

الجواب:

        من المعلوم أن الله -سبحانه وتعالى- جعل حداً للتكليف، ولا فرق في ذلك بين المرأة والرجل، فإذا بلغ الذكر والأنثى خمس عشرة سنة، أو نبت شعرٌ خشنٌ في القُبل، أو حصل احتلامٌ؛ فهذه الأمور الثلاثة مشتركة بين الرجل وبين المرأة. وتزيد المرأة بالحيض.

        وبناءً على ذلك: فإنه يجري عليه قلم التكليف عندما توجد فيه علامة من علامات البلوغ، فإذا جرى عليه قلم التكليف فإن من الواجبات عليه أن يتعلم ما يجب عليه عيناً؛ لأن الواجب في الشريعة يكون واجباً على الأعيان، ويكون واجباً على الكفاية، فيتعلم ما يجب عليه عيناً ويتعلم ما يخص من جهة التوحيد وضده، والإيمان وضده، والإسلام وضده.

        ويتعلم كيفية الطهارة، كيفية الصلاة، كيفية الصيام وما إلى ذلك؛ كذلك يتنبه إلى الأمور المحرمة؛ مثل: الزنا، واللواط، وشرب الخمر؛ وكذلك التعامل بالربا. يتعلم هذه الأشياء ثم بعد ذلك عندما تتهيأ له فرصة الحصول على واحدٍ من هذه الأمور يكون عنده علم على أن هذا الأمر محرم فيتجنبه؛ هذا من جهته هو.

         وكذلك يجب على وليه أن يهتمّ بأمره من أجل أن يتعاون معه على تعلمه ما يجب عليه عيناً؛ وكذلك الجهات المسؤولة التي ترسل أشخاصاً يدرسون على نفقتها؛ لأن فيه بعض الأشخاص يذهب يدرس على نفقة أهله. وفيه بعض الشركات ترسل من يكون موثوقاً في دينه، ويكون موثوقاً في أمانته، وعلى بصيرةٍ -أيضاً- من دينه؛ لأنه إذا ذهب هناك فتتغير عليه البيئة التي عاش فيها، ويجد مغريات، ويجد عدم حصانة إدارية، وعدم حصانة شرعية من ناحية الواقع؛ فإذا لم يوجد في قلبه حصانة ذاتية شخصية؛ بمعنى: إنه يمتنع عن هذه الأمور على علمٍ لأنه ثُقف وعُلم قبل السفر فكان على علمٍ منها فيتركها ولا يتأثر بها.

        وعلى هذا الأساس تكون الدراسات التي يدرسها لم تعارض بما فيه مفسدة؛ وإلا فيه كثير من الناس يهتمون بأولادهم من جهة الدنيا، ولا يهتمون بهم من جهة الدِّين، ولا شك أن الرسول ﷺ قال: « كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، والإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته، والرجل راعٍ في بيته ومسؤولٌ عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولةٌ عن رعيتها، والعبد راعٍ في مال سيده ومسؤولٌ عن رعيته؛ ألا فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ».

        ومن جانبٍ آخر يجب أن يكون هناك مراقبة للأشخاص الذين يسافرون إلى الخارج مراقبة من جهتين:

        أما الجهة الأولى: فهي من جهة السلوك الديني.

         وأما الجهة الثانية: فهي من الناحية الدراسية؛ لأن بعض الأشخاص إذا سافر وتغيرت عليه البيئة التي عاش فيها قد ينساق مع تلك البيئة، وهذا الانسياق يؤثر عليه دينياً، ويؤثر عليه من الناحية الدراسية؛ فيكون قد خسر دينه من جهة، وخسر دراسته من جهةٍ أخرى. وإذا جاء إلى بلده صار وبالاً على نفسه، ووبالاً على أسرته، ووبالاً على المجتمع. وبالله التوفيق.