امرأة تزوج زوجها عليها، ولا ينفق عليهم
- النكاح والنفقات
- 2021-07-17
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5996) من المرسلة السابقة، تقول: لديّ أخت متزوجة ولديها سبعة أطفال وهي معلمة وقد تزوج عليها زوجها، وخرجت من منزله، وأخذت لها منزل بالإيجار هي وأطفالها، علماً بأن أكبرهم يبلغ من العمر أربعة عشر عاماً، وكانت في الماضي قبل أن يتزوج عليها تقوم بقسمة الراتب بينها وبينه. والآن لا ينفق عليهم، ولا يدفع عنهم إيجار المنزل، وأصبح مجرد اسم زوج فقط لا غير، فهو منذ أن يدخل عليهم المنزل يقوم بالسب والشتم والضرب، وأصبح لا يزورهم إلا إذا أراد المال فقط، فأصبحت أختي لا تطيق العيش معه ولا رؤيته ولا كلامه ولا تبالي بأوامره، فما رأي فضيلتكم في هذا الأمر؟
الجواب:
هذه ظاهرة لا شك أنها ظاهرة سيئة وهي أن الرجل يتكيف مع المرأة حسب الأغراض التي يريد أن يحققها بصرف النظر عن التطابق بين هذه الأغراض التي قصدها وبين محلها من الشريعة، فهو لا يبالي إذا ترك واجباً، ولا يبالي إذا فعل محرماً؛ فالمهم عنده هو تحقيق غرضه.
ومن ذلك ما يحصل بين الرجل وبين المرأة من تغيرٍ حسب مراحل الحياة الزوجية، فهذه المسألة التي سألت عنها السائلة كانت العلاقة بين الزوج وزوجته علاقةً حسنة من ناحية العِشرة ومن ناحية القيام بالحقوق لزوجته ولأولاده؛ وكذلك من جهة عطف الزوجة على زوجها؛ بحيث إنها كانت تعطيه نصف الراتب، ولما تزوج حصل تغير منه، ونتيجة للتغير الذي حصل منه حصل تغيرٌ منها هي. والواجب على الرجل أن يعرف ما عليه من الحقوق من ناحية زوجته ومن ناحية أولاده، وليعلم أن هذه الحقوق يجب عليه أن يؤديها وإلا فإنه يكون آثماً مع كثرة الواجبات التي لا يؤديها ومع مرور الزمن يكثر الإثم عليه؛ وكما أنه واجبٌ عليه أن يؤدي الواجبات؛ فكذلك لا يجوز له أن يفعل مع زوجته شيئاً من المحرمات، فنفقة أولاده عليه والسكنى واجبةٌ عليه ونفقتهم وكسوتهم وسكناهم هذه من الأمور الواجبة عليه، وهكذا نفقة زوجته وسكناها وكسوتها كلها من الأمور الواجبة عليه؛ لأنه دخل مع هذه المرأة وهو عالمٌ أنها موظفة وأنها تستلم راتباً فلم يمتنع من العقد عليها حينما كانت تشتغل، وإذا كانت لم تستلم الوظيفة إلا بعد دخوله عليها فهو لم يمنعها. وبناءً على لك يكون معتدياً في تصرفاته التي ذكرتها السائلة إذا كان الأمر كما ذكرته. وبالله التوفيق.