حكم امرأة تزوجت رغماً عنها، وحاولت الانفصال، ثم رضيت
- النكاح والنفقات
- 2021-12-13
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3757) من المرسلة أ. ع،مغتربة مقيمة في المملكة، تقول: أبعث هذه الرسالة إلى برنامجكم الرشيد نورٌ على الدرب، وأرجو أن تتفضلوا بحل قضيتي، أنا امرأةٌ مغتربة ومقيمةٌ في المملكة، وقد تزوجت منذ عامين من إنسانٍ متمسكٍ بكتاب الله وسنة رسوله، وأحس أن هذا الزواج قد تمّ رغماً عني، وعندما أبديت رغبتي هذه لأسرتي قبل الزواج، لاقيت منهم اعتراضاً كثيراً، على أساس أن هذا الإنسان متمسك بي إلى درجةٍ كبيرة، وكذلك متمسكٌ بدينه، وكذلك أفتاني شيخٌ في قريتي عندما ذهبت لأسأله عن طلبي للانفصال منه، حيث كنت قد عقدت الكتاب حين ذاك، وقال لي هذا الشيخ: إن المودة والمحبة تأتي بعد الزواج؛ لأنني أخبرته من ناحيتي لا يوجد شرط القبول، بالرغم من موافقتي في بادئ خطبتي على هذا الإنسان. وتسأل عن حكم ما فعلت، حيث تقول: قال رسول الله ﷺ: « أيما امرأةً سألت زوجها الطلاق من غير بأسٍ فحرام عليها رائحة الجنة ». أنا -الآن- حائرة في أمري، ولا سيما وأنني قد توفقت في هذا الزواج فيما أرى بعد إنجابنا طفلاً؟
الجواب:
المرأة إذا تقدّم لها من هو مرضيٌ في دينه وفي أمانته، فإنها توافق على ذلك، لقوله ﷺ: « إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير ».
وإذا كانت هذه المرأة قد وافقت من حيث المبدأ، ثم حصل عندها شيء من التردد بعد ذلك، وهي لم تذكر شيئاً من مبررات التردد الذي حصل؛ ولكنها ذكرت السبب الرئيسي الذي من أجله وافقت على الزواج من هذا الرجل، وهو أنه مرضيٌ في دينه، وأن هذا الرجل الذي اشتكته قال لها: إن المودة تقوى بعد الزواج، وهذه المرأة تزوّجت، ورزقت بولد، وهي -الآن- في حالةٍ حسنةٍ فيما بينها وبين زوجها، فتحمد الله -جلّ وعلا- على هذا التيسير، وتسأله -جلّ وعلا- المزيد من فضله، وتستغفره عما مضى إذا كان قد حصل منها شيءٌ لا يرضاه الله -جلّ وعلا-؛ لأن الله -تعالى- يقول: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)"[1]، ويقول -تعالى-: "لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا"[2]. وبالله التوفيق.