حكم زيارة قبور الأولياء
- توحيد الألوهية
- 2021-07-12
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5810) من المرسل س.أ. سوداني مقيم في حائل، يقول: عندنا في بلادنا عادة لا تمت للدِّين بصلة وهي زيارة قبور الأولياء على حسب زعم الزوار، علماً بأن هذه الزيارة تكون على عين ومسمع من يدّعون أنهم أولياء الله وهم أهل التصوف، ما رأيكم في زيارة القبور ودعوة أهلها من دون الله؟ وما رأي الدِّين في أهل التصوف؟
الجواب:
زيارة القبور تكون مشروعةً وتكون ممنوعة، فتكون مشروعة إذا كانت على هدي الرسول ﷺ يأتي الشخص إلى صاحب القبر ويقف عند رأسه يكون مستقبل القبلة، يكون واقفاً أو يجلس ويسلّم عليه ويدعو له، هذه هي الزيارة الشرعية، ويدعو -أيضاً- لأصحاب القبور.
أما الزيارة الممنوعة فزيارة النساء فإن الرسول ﷺ « لعن زائرات القبور »، وكذلك زيارة القبور التي تكون شركاً؛ كما لو زار شخص صاحب قبر يدعوه من دون الله، يطلب منه أن ينفعه أو أن يضر أحداً، فهذا شركٌ أكبر، أو وسيلة يزور القبور ويعمل وسيلة من وسائل الشرك، كما إذا زار القبور يصلي فيها، أو زار القبور يتلو القرآن فيها، أو غير ذلك من وجوه التعبد لله -جلّ وعلا- فهذا وسيلة من وسائل الشرك فلا يجوز للإنسان أن يفعله.
أما ما يتعلق بالأولياء فالولي ليس هو الذي يصف نفسه بالولاية ويمنح نفسه هذه الصفة، ويجعل هذه الصفة ظلاً له على أتباعه من أجل أن يسخّرهم لنفعه، وقد يوجههم إلى أمورٍ ليست بالمشروعة، فالولي على وجه الحقيقة هو المتبع لأوامر الله والمجتنب لما حرم الله، فالله -تعالى- يقول: "اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ"[1]، ويقول -جلّ وعلا-: "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)"[2]، ويقول -جلّ وعلا-: "وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) "[3] فولاية العبد لربه تكون بامتثال أوامره واجتناب نواهيه. وبالله التوفيق.