Loader
منذ سنتين

كيف يميز العبد أن ما ينزل به من بلاء بسبب محبة الله له أو بسبب غضبه ومعاقبته؟


  • فتاوى
  • 2022-01-06
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (8510) من المرسلة السابقة، تقول: كيف يمكن أن يميز الشخص أن ما ينزل به من بلاء هو بسبب محبة الله له أو بسبب الغضب والمعاقبة؟

الجواب:

        هذا يرجع إلى حالة الشخص، الله -جل وعلا- قال: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}[1]، وثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال: « عجباً لأمر المؤمن كل أمره له خير إن أصابته سراء فشكر كان خيراً له وإن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له، وليس ذلك لغير المؤمن »، والابتلاء الذي يحصل على الإنسان في سمعه، في بصره في سائر جوارحه أو في سائر بدنه أو في زوجته أو في ولده أو في ماله هذا يحتاج إلى أن ينظر هو إلى علاقته بالله -جل وعلا- وعلاقته بنفسه وعلاقته بالناس، هل هو مطيعٌ لله -جل وعلا- في هذه المواضع الثلاثة أم أنه عاصٍ لله -جل وعلا- في هذه الثلاثة، فإذا كان عاصياً لله -جل وعلا- أو كان مثلاً عاصٍ بالنظر إلى نفسه؛ لأن نفسه أمانة في عنقه ومأمورٌ أن يضعها الموضع الشرعي، أو يكون من الناس الذين يؤذون غيرهم يؤذون غيرهم بالقول أو يؤذون غيرهم بالفعل، وقد يدعو من وقع عليه الأذى وتستجاب دعوته لأنه يكون مظلوماً فهو من الثلاثة الذين تستجاب لهم الدعوة، ولهذا يقول ﷺ: « اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ».

        وبناءً على ذلك فإن الشخص لا بد أن يبحث عن السبب الذي نشأت عنه هذه العقوبة فإذا عرف السبب فإنه يسعى في التوبة إلى الله -جل وعلا- إذا كانت بينه وبين الله، وإذا كانت مظلمة بينه وبين الناس فإنه يسعى أيضاً لإزالة هذه المظلمة بالوسيلة الممكنة، وهكذا إذا كان ظالماً لنفسه فإنه يتوب إلى الله -جل وعلا-، أما إذا كان مطيعاً لله -جل وعلا- ممتثلاً أمره ومجتنباً نهيه ولا يعلم في نفسه أنه عمل معصيةً من المعاصي، فهذا كما جاء في الحديث: « إن الرجل لتكون له المنزلة في الجنة لا ينالها إلا على بلوىً تصيبه ».

        ولا شك أن الله -جل وعلا- حكيمٌ عليمٌ لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء حكيمٌ يضع الأمور في مواضعها، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وبالله التوفيق.



[1] الآيات (155 - 157) من سورة البقرة.