Loader
منذ سنتين

توضيح عبارة لابن القيم في مكائد الشيطان: (ومن مداخله أنه يدخل على الناس من باب حسن الخلق حتى يلين مع أهل البدع)


  • فتاوى
  • 2022-03-05
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11886) من المرسل، يقول: أرجو توضيح هذه العبارة لابن القيم في كتابه إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان: (ومن مداخله أنه يدخل على الناس من باب حسن الخلق حتى يلين مع أهل البدع).

الجواب:

        مداخل الشيطان كثيرة وهذا مدخل منها، وحسن الخلق إما أن يسلك فيه الإنسان مسلك الإفراط أو أنه يسلك مسلك التفريط، أو يسلك فيه مسلك الوسط. فما ذكره السائل هنا هو في جعل حسن الخلق من باب الإفراط؛ لأن إحسان الشخص خلقه للناس يجاريهم على ما يتركونه من واجب أو يفعلونه من محرم، ويعتبر هذا من حسن الخلق؛ هذا في واقع الأمر من الناحية الشرعية ليس من حسن الخلق. ولما ذكر الله -جل وعلا- قوله تعالى في مدح الرسول ﷺ: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[1]. ولما سُئلت عائشة -رضي الله عنها- عن خلقه ﷺ قالت: « كان خلقه القرآن ». فحسن الخلق المشروع هو الذي ينبني على الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة.

        ولا شك أن حسن الخلق فيه خير عظيم؛ ولهذا الرسول ﷺ يقول: « إن من أحبكم إلي وأقربكم مني منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون »[2]. ويقول ﷺ: « كاد حسن الخلق أن يذهب بخيري الدنيا والآخرة »[3]؛ لكن لا بد من معرفة حسن الخلق من ناحية سلامة تطبيقه. وبالله التوفيق.



[1] الآية (4) من سورة القلم.

[2] أخرجه أحمد في مسنده(29/267)، رقم(17732)، والترمذي في سننه، أبواب البر والصلة، باب ما جاء في معالي الأخلاق (4/370)، رقم(2018).

[3] أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط(3/279)، رقم(3141).