Loader
منذ 3 سنوات

حكم من توعد نفسه بالكفر ودعا عليها بالعقوبات الأخروية إن عاد لفعل معصية ما، فوقع في المعصية مرة أخرى


الفتوى رقم (1906) من مرسل لم يذكر اسمه من السودان، يقول: أنا شابٌ أبلغ من العمر حوالي ثلاثٍ وعشرين سنة، وقعت في نوعٍ من أنواع المعاصي، ولما عجزت من أن أتخلص منها ، قلت: ربي لو إني فعلت ذلك مرةً أخرى أكون غير مؤمنٍ بك ولا برسولك ﷺ ، ولا بكتابك الكريم، ولا تنظر إلي يوم القيامة ولا تكلمني، ولا تزكيني ولا تأذن لي بالشفاعة، وأنا لما قلت ذلك كنت قاصداً أن أمنع نفسي وأخوفها حتى لا تقع في هذه المعصية مرةً أخرى، أي أريد بذلك أن أطيع ربي ولا أعصيه في شيءٍ مما أمرني أو ما نهاني عنه، ولكن بالرغم من ذلك وقعت نفسي في هذه المعصية.

السؤال: ما العمل الذي ينبغي أن أفعله الآن، وما الكفارة التي يمكن أن أكفر بها عن هذا الخطأ الجسيم خاصة وأنا قد تبت إلى الله والحمد لله، ولم أعد أفعل تلكم المعاصي، وهل يعتبر قولي السابق بدعة؟

الجواب:

 أولا ً: عليك أن تشكر نعمة الله حيث أنعم عليك بالإقلاع عن هذه المعصية التي انغمست في مزاولتها فترةً من الزمن كما ذكر في سؤالك.

ثانياً: أما ما صدر منك يدل على حرصك على الإقلاع عن هذا الذنب، ولكن الأسلوب الذي سلكته هذا ليس بأسلوبٍ مشروع ؛ لأنه ليس هناك أحدٌ يقول على الله جل وعلا: لا تفعل كذا ولا تفعل كذا، ولا تفعل كذا، هذا لا يصدر من المخلوق للخالق ؛ لأن الله جل وعلا هو الذي له الخلق والأمر، وموقف العبد مع الله هو موقف الذل والانكسار ويبدي ضرورته وحاجته إلى الله جل وعلا، ولكن بغير فرض مثل هذه الأشياء على الله جل وعلا في أن يفعلها بالعبد إذا لقي الله جل وعلا، ولهذا يقول الله جل وعلا:"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"[1]، وقد أجمع المفسرون على أن هذه الآية في التائبين.

وعلى هذا الأساس فعليك أن تعود إلى رشدك من جهة كثرة الطاعات، من الواجبات ومن المندوبات، وكذلك من جهة الصدقة، والإحسان إلى الناس بقدر استطاعتك، والبعد عن الشر وعن أهله، وبالله التوفيق.



[1] الآية (53) من سورة الزمر .