الفتوى رقم (3599) من المرسلة م. ج من الجزائر، تقول: لي خالة متخاصمة مع أمي، وأمي تنهاني عن زيارتها، فهل أزورها أم لا؟

الجواب:

 العلاقات التي تكون بين الأقارب: قد تكون من العلاقات المشروعة، وقد تكون من العلاقات الممنوعة. فإذا كانت من العلاقات المشروعة فإن الشخص يأتي بها على الوجه الشرعي. وإذا كانت من العلاقات الممنوعة فإنه يمتنع، ولهذا يقول الله -جلّ وعلا-: "لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ"[1]، ففي هذه الحال يمتنع إقامة العلاقة بين الأقارب حينما يكونون بهذه الصفة.

لكن عندما يحصل بين الأقارب بعض المشاكل، يعني: امرأة تزعل على أختها، وقد يكون هذا الزعل لغرضٍ شخصي، وبعد ذلك تفرض على جميع أولادها أن يقاطعوها، فهذا يكون من الظلم؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فهذه قطيعة، ولا يجوز طاعة الأم عندما تفرض هذا الأمر، ففي هذه المسألة المسؤول عنها: لا يجوز للبنت أن تطيع أمَّها وتقطع الصلة فيما بينها وبين خالتها؛ وإنما عليها مع الصلة أن تسعى بالصلح بين أمِّها وبين خالتها فالصلح خير. وبالله التوفيق.