نصيحة لمن غفل عن الصدقات والأعمال الخيرية ويعتقد أنها تُنقص ماله
- الزكاة
- 2022-02-23
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10307) من المرسلة السابقة، تقول: إن هناك من غفل عن الصدقات والأعمال الخيرية ويعتقدون أن هذه الأعمال تُنقص أموالهم. نرجو إسداء النصيحة لهم.
الجواب:
الإنسان يتقرب إلى الله بأقواله وبمقاصده وبأفعاله وبماله، هذه الأمور المتقرَّب بها هي محفوظةٌ للإنسان عند الله -جل وعلا-؛ وهكذا عندما يزاول أموراً محرمةً، فقد قال -جل وعلا-: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14)}[1]، {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}[2]، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}[3].
وبناءً على ذلك فإن الإنسان في أمسّ الحاجة إلى أن يقدّم لله -جل وعلا- ما يرضيه من الأقوال، ومن الأعمال، ومن المقاصد؛ وكذلك من جهة المال، يتصدق بقدر استطاعته، ولهذا جاء في الحديث عن الرسول ﷺ حينما قال: « اغتنم خمساً قبل خمسٍ... » وذكر منها: « وغناك قبل فقرك »؛ لأن الإنسان تمر عليه أطوار في حياته، فمن هذه الأطوار أن يكون غنياً في وقتٍ، وفقيراً في وقتٍ آخر؛ ففي الفترة التي يكون غنياً فيها عليه أن ينظر إذا كانت عليه حقوقٌ واجبةٌ لله -جل وعلا-: حقوق مالية، أو حقوق واجبةٌ لأحدٍ من الخلق فإنه يقدّم هذه الحقوق ويؤديها، وإذا كان لم يكن لله حقٌ واجبٌ عليه، ولم يكن لأحدٍ حق واجب عليه سواءٌ كان من الأقارب أو غيرهم، وأراد أن يتصدق، فإن الله -سبحانه وتعالى- يقول: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ}[4]. الآية. وبالله التوفيق.