Loader
منذ 3 سنوات

التوبة والطريق إليها


  • فتاوى
  • 2021-07-31
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (6840) من المرسل السابق، يقول: ما هي التوبة؟ وكيف الطريق إليها أحسن الله إليكم؟

الجواب:

        التوبة شرعها الله -جل وعلا- من فضله وإحسانه على خلقه ؛ لأن الإنسان ليس بمعصومٍ فيقع في ترك واجبٍ، أو يقع في فعل محرمٍ، وقد شرع الله سبحانه وتعالى التوبة وهي عبارة عن الرجوع إلى الله -جل وعلا-.

        فالكافر يتوب من كفره، والمنافق يتوب من نفاقه، والمشرك شركاً أكبر يتوب من شركه، ومرتكب كبيرة من كبائر الذنوب يتوب من هذه الكبيرة، والمُصر على صغيرةٍ من صغائر الذنوب يتوب أيضاً؛ لأن الإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة، وقد بيّن الله -جل وعلا- في القرآن ما يدل على مشروعية التوبة ومن أبلغ ما جاء في ذلك قوله -تعالى-: "قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ"[1]، فيتوب الإنسان من الذنب الذي وقع فيه. والتوبة إن كانت من حقوق الله فلا بدّ لها من شروط؛ فيعزم على عدم الفعل، ويُقلع من الذنب الذي هو متلبسٌ فيه، ويندم على فعله، وإذا تحققت الشروط الثلاثة: الإقلاع، والندم، والعزم على ألا يعود فإن الله سبحانه وتعالى كريم يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات. وإذا كانت من حقوق الخلق فلا بدّ من هذه الشروط الثلاثة وشرطٌ رابع وهو أداء الحقوق التي للآدميين إذا كانت هذه الحقوق مالية؛ مثل: إنسان سرق مالاً من شخص أو قهره وأخذ ماله، وإذا كان قد ظلمه في عرضه فإنه يستبيحه، وإذا تعذرت الاستباحة لأي مانعٍ من الموانع؛ إما أن يكون مات الشخص، وإما أن يكون لا يعلم عنه، وإما أن يكون غائباً لا يمكن الاتصال به، وإما أن يكون شخصاً عندما يذهب إليه ليستبيحه يحصل مفسدةٌ أعظم من المصلحة التي يريدها هذا الشخص فحينئذٍ يدعو له ويتصدق عنه. وبالله التوفيق.



[1] الآية (38) من سورة الأنفال.