كيف يحزب القرآن من يريد قراءته باستمرار؟
- القراءة من المصحف وما يتعلق بذلك
- 2021-07-12
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5794) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: كيف يحزّب القرآن الكريم لمن يريد قراءته باستمرار جزاكم الله؟
الجواب:
لا شك أن قراءة القرآن عبادة من العبادات، فهو يشتمل على ثلثمائة ألف حرف، فإذا قرأ الإنسان القرآن فله بكلّ حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها. والناس تختلف ظروفهم من جهة الأوقات التي تكون صالحةً لقراءة القرآن، فبعض الناس تكون مشاغلهم كثيرة، وبعضهم تكون خفيفة، وبعضهم ليس عنده مشاغل من أمور الدنيا؛ فكلّ شخصٍ يتلو القرآن بحسب ما يمكنه، فبعض الناس يمكنه أن يختم القرآن في كل شهرٍ، وبعضهم في عشرين يوماً، وبعضهم في خمسة عشر، وبعضهم في عشرة، وبعضهم في سبعة، وبعضهم في خمسة، وبعضهم في ثلاثة، وبعضهم يختمه في كلّ يومٍ مرة.
والصحابة رضي الله عنهم كانوا يحُزّبون القرآن سبعة أحزاب، فالحزب الأول من أول القرآن إلى نهاية سورة النساء، والثاني من أول سورة المائدة إلى آخر سورة براءة، والثالث من أول سورة يونس إلى آخر سورة النحل، والرابع من أول سورة الإسراء إلى آخر سورة الفرقان، والخامس من أول سورة الشعراء إلى آخر سورة يس، والسادس من أول سورة الصافات إلى آخر سورة الحجرات، والسابع من أول سورة قاف إلى آخره؛ بمعنى: إن الشخص الذي يسلك هذا المسلك يختم القرآن في كلّ سبعة أيام.
لكن الشيء الذي يحتاج إلى تنبيهٍ هنا هو أن الشخص الذي يقرأ القرآن يحتاج إلى عناية من جهة تدبر معاني الآيات التي لا يفهمها، وذلك أن فهم الآيات له أثرٌ على الشخص؛ وبخاصةٍ إذا كان الشخص متعلماً فقد يستفيد عندما يقرأ عندما يتدبر ويُشكل عليه معنى الآية ويبحث عنها، قد يجد أن هذه الآية لها سبب نزول، فيستفيد وقد يدرك أن هذه الآية عامة؛ لكنها مخصصة أو مطلقة؛ لكنها مقيدة أو مجملة ولكن جاء ما يبيّنها، أو أن هذه الآية منسوخة ويعرف ناسخها؛ إلى غير ذلك من الفوائد التي تعود على الشخص حينما تكون له عنايةٌ بتدبر القرآن. وبالله التوفيق.