حكم التمسح بالقبور لطلب الإنجاب
- توحيد الألوهية
- 2021-10-05
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1999) من المرسل ع. ح. ع، من العراق، يقول: إن النساء في بلدتي اللاتي لا يحملن يذهبن إلى بعض القبور ويتمسحن بترابه، ثم إنهن بعد ذلك ينجبن أولاداً، فما حكم هذا العمل؟
الجواب:
هذا العمل لا يجوز ؛ لأن خلق النطفة في الرحم هذا من اختصاص الله جل وعلا، وليس لأحدٍ من الخلق حقٌ في الدخول في هذا الأمر، وليس لأحدٍ أن يعتقد أن لأحدٍ حقاً في هذا الأمر لامن الإنس ولامن الجن، لامن الأحياء ولامن الأموات، وما ذكر في السؤال هذا من باب الابتلاء والامتحان ؛ لأن هذا فيه إعراضاً عن الله جل وعلا وإقبالاً على الأموات، وعلى ما يكون بقربهم من ترابٍ يُتبرك بهذا التراب، وبعد ذلك المرأة يجامعها زوجها وتنجب وتظن المرأة أن هذا الإنجاب إنما جاء من مماستها للتراب، ولا شك أن الإنسان الذي يعتقد أن التراب هو المسبب لمجيء الولد ، لا شك أن هذا شرك أكبر؛ لأن الأسباب :
منها : ما يكون من جهة الله جل وعلا.
ومنها : ما يكون من جهة الشخص، يعني يكون هو الذي ينشئ السبب.
فهذه المسألة المسؤول عنها ، من الأسباب التي ينشئها الله جل وعلا، ولم يجعل لأحدٍ من الخلق أن يكون سبباً فيها إلا من جهة ما شرعه من وجود الاتصال الجنسي بين الرجل وبين المرأة، وبعد ذلك إذا أراد الله جل وعلا، خلق ذكراً أو أنثى.
فعلى العبد أن يعرض عن الاعتماد على الأسباب اعتماداً كلياً إلى درجة أنه يعرض عن الله ، ويعتقد أن الأسباب هي المؤثرة دون الله، فهذا شركٌ أكبر.
وكذلك قد يكون الإنسان معرضاً عن الأسباب يعني لا يعتمد عليها، لكن يُعرض عنها، يعرض عن الأخذ بالأسباب مطلقاً، والإعراض عن الأسباب مطلقاً أي الأسباب المشروعة _وليست الأسباب الممنوعة _؛ لأن ما ذكر في السؤال سببٌ ممنوع، فيعرض عن الأسباب المشروعة، وهذا قدحٌ في العقل.
وقد يفعل الأسباب ، فإذا أراد الله أن يرتب المُسبب على السبب، حصل المطلوب، وإذا لم يرد الله أن يرتب المسبب على السبب لم يحصل المطلوب، وهذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة في الأسباب.
فتبين من هذا أن الاعتماد على الأسباب قدحٌ في التوحيد، وأن الإعراض عن الأسباب المشروعة قدحٌ في العقل، وأن الأخذ بالأسباب المشروعة واعتقاد أنها قد تنفع إذا أراد الله وقد لا تنفع إذا لم يرد الله، هذا هو التوحيد.
فعلى المسلم أن يعرض عن الأخذ بالأسباب التي ليست بمشروعةٍ أصلاً، وأن يأخذ بالأسباب المشروعة مع اعتقاد أنها تنفع بإذن الله، وقد لا تنفع إذا لم يأذن الله بنفعها، وبالله التوفيق.