الحكم إذا امتنع الأهل عن الامتثال للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- فتاوى
- 2021-07-29
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6733) من المرسل ع. ج. س. آ، سوداني مقيم بالمملكة، يقول: إذا أمر الرجل أهله بالمعروف ونهاهم عن المنكر ولكن الأهل أبوا أن يمتثلوا، فما الحيلة وماذا يصنع؟
الجواب:
إذا كان المنكر متحقّقاً وكنت أنت تعلم أن هذا منكرٌ، واستخدمت الحكمة فيما تأمر به وتنهى عنه؛ فأنت أديت الذي عليك؛ لأنك سعيت في تغيير المنكر بدرجة، فالرسول ﷺ قال: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه ». أنت الآن تسعى إلى التغيير باللسان وليس عليك إلا ما تستطيعه، والذي تستطيعه هو بيان أن هذا منكر، وأنه يجب عليهم ترك هذا المنكر، فإذا كان المنكر الذي وقعوا فيه ترك واجب من الواجبات وجب عليهم أن يفعلوا الواجب، وإذا كان فعل شيئاً من المحرمات وجب عليهم ترك هذا المحرم، وإذا لم يقبلوا منك فالهداية بيد الله -جل وعلا- ولهذا يقول الله -جل وعلا- لنبيه محمد ﷺ: "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ"[1]، والمقصود بالهداية -هنا- المنفية عن الرسول ﷺ والمثبتة لله -جل وعلا- هي هداية التوفيق والإلهام، فكونهم يقبلون منك هذا ليس إليك وإنما هو إلى الله -جل وعلا-؛ وأما هداية الدلالة والإرشاد فقد أثبتها الله لنبيه بقوله -تعالى-: "وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"[2]، ولهذا عندما ينظر الإنسان إلى من مضى فهذا نوح لم يهدِ ابنه، وإبراهيم لم يهدِ أباه هداية التوفيق والإلهام، ولوط لم يهدِ زوجته، ونوح لم يهدِ زوجته، وامرأة فرعون لم تهدِ زوجها، والرسول ﷺ لم يهدِ عمّه مع أنه كان حصناً له عن قريش كان يدافع عنه، ولمّا حضرته الوفاة قال: « يا عم، قل لا إله إلا الله كلمة أحاجُّ لك بها عند الله » وكان عنده بعض أكابر قريش فقالوا له: أترغب عن ملّة عبد المطلب؟ فكان آخر ما قال: هو على ملّة عبدالمطلب فقال: « لأستغفرن لك مالم أنهَ عنك » فأنزل الله -جل وعلا-: "مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ"[3]؛ فالمقصود أن الشخص عليه أن يبذل ما وجب عليه من الدعوة، وأما كون الشخص الذي تدعوه يقبل أو لا يقبل فهذا ليس إليك؛ وإنما هو إلى الله -جل وعلا-. وبالله التوفيق.