Loader
منذ سنتين

حكم غياب الزوج عن زوجته فترة طويلة بسبب العمل


الفتوى رقم (348) من المرسل إ.أ.ق مصري مقيم في العراق - الموصل، يقول : تعلم يا فضيلة الشيخ، بأن لكلّ امرأة على زوجها حقوق، وأنا الآن سافرت منذ خمسة عشر شهراً، وكانت في بداية سفري ظروف صعبة لم تمكنني من تحقيق ما أصبو إليه؛ ولكن -الآن- أحمد الله فإن الظروف تحسّنت إلى ما يريده أي إنسان، ويمكن لي في فترة قصيرة تحقيق ما أريد، فهل يصح لي في حكم الشرع أن أغيب أكثر من ذلك عن زوجتي وعن أهلي؟ أو في غيبتي أكثر من ذلك مخالفة للشرع؟

الجواب:

يقول الله -جلّ وعلا-: "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ....."[1] إلى آخر الآية، ففي هذه الآية بيان أن الرجل هو الذي يتحمّل المسؤولية لسكنى زوجته ونفقتها وكسوتها ونحو ذلك.

وبناء على تحمّله هذه المسؤولية، فهو مأمور بطلب الرزق من أجل تغطية القيام بأداء هذه المسؤولية، والرزق الذي يطلبه قد يكون في بلده، وقد يكون خارج بلده؛ لأن لكلّ شخص ظروفه وملابساته، ولكلّ بلد ظروفها واختلاف أحوالها؛ فهذا الشخص الذي خرج من بلده يطلب الرزق لزوجته وأولاده، ولمن تجب نفقتهم عليه من أم وأخت ونحو ذلك؛ فليس عليه في ذلك بأس؛ لأن مقصوده من هذا السفر هو مقصود شرعي. ومن القواعد المقررة في الشريعة أن الأمور بمقاصدها، وهذه القاعدة متقررة في قوله : « إنما الأعمال بالنيات »؛ لكن لو حصل أن زوجته اعترضت عليه بخصوص إطالة سفره، فبإمكانه أن يسلك مسلكاً للتوفيق بينه وبينها، وبإمكانه أن يبيّن لها وسائل الإقناع التي تقنعها من أجل أن الطريق الذي سلكه طريق لتحقيق رفاهية زوجته وسائر أسرته. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (34) من سورة النساء.