توجيه لشاب مقصّر في بعض الطاعات ومرتكبٌ لبعض المعاصي؛ ويحب الصالحين ويصحبهم دائماً
- فتاوى
- 2021-07-18
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6063) من المرسل ع. م.أ. من اليمن، يقول: أنا شابٌ مقصّر في بعض الطاعات ومرتكبٌ لبعض المعاصي؛ ولكني أحب الصالحين وأصحبهم دائما،ً فأرجو من فضيلتكم توجيهي والدعاء لي بالهداية والتوفيق.
الجواب:
في بداية هذا الجواب أسأل الله I بأسمائه الحسنى وصفاته العلى وباسمه الطيب الطاهر الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئـل به أعطى أن يوفقنا وإياك والمستمعين لما يحبه ويرضاه من القول والعمل والقصد؛ أما بالنظر إلى وضعك فمن المعلوم أن التربية لها شأن عظيم بالنسبة لتربية الإنسان لنفسه، وتربية رب الأسرة لأسرته على اختلاف درجاتهم، والتربية في المجتمع، والتربية في مراحل الدراسة على اختلافها، فجميع هذه المجالات مجالات تربية، ولكلّ مجال منهجه في التربية، وله -أيضاً- المسؤولون عن التربية لكن الذي يخصك أنت هو تربيتك لنفسه؛ لأنك تقول: إنك مقصّر. والطريقة التي يسلكها الإنسان لتربية نفسه من أهمها المحافظة على ما أوجب الله عليه، والمحافظة على ترك ما حرم الله عليه، والحرص على تعلم ما يعود على الإنسان بالنفع، ومعرفة ما يعود عليه بالضرر حتى يتجنبه، والحرص على رفقة الصالحين؛ فإن القرين له تأثير كبير على قرينه، ولهذا يقول ﷺ: « المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل »، فقد يقترن الشخص بشخص صالح في قلبه وفي سمعه وفي لسانه وفي بصره وفي سائر جوارحه، ويؤثر على هذا الشخص الذي قارنه، يدله على الخير ويحذره مما يسوؤه، وقد يقارن الشخص شخصاً سيئاً في قلبه وفي عقله وفي سائر جوارحه هذا الفساد الذي عنده ينقله من هذه المناطق إلى مناطقها في قرينه؛ فيفسد عقله، ويفسد قلبه، يفسد سمعه؛ فيفسد سمعه بحمله على سماع الأغاني، ويفسد بصره ويشجعه على النظر إلى المحرمات، ويفسد عقله من جهة حمله على شرب المسكر المخدّر المفتر وما إلى ذلك، وقد يتطور الأمر إلى إفساد عرضه.
فالمقصود هو أنه يجب على الشخص أن ينظر إلى من يرتبط به، فإذا كان هذا الشخص الذي تريد أن ترتبط به سيعود عليك منه نفعٌ في دينك؛ لأن هذا هو المقصود بالقصد الأول؛ لأن النفع الدنيوي أمره سهل. فإذا كان سيعود عليك منه نفعٌ في دينك فإنك تقترن به وتستمر وتحترمه وتقدره؛ لأنه سيضاعف لك النفع، وإذا كان سيأتيك منه ضرر فإنك تتجنبه؛ لأنه لن يعود عليك منه إلا ضرر. وبالله التوفيق.