Loader
منذ سنتين

ما فضل صيام شهر رمضان؟ وبم خصّ الله هذه الأمة من فضائل لهذا الشهر؟


  • الصيام
  • 2022-01-31
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10326) من المرسل السابق، يقول: ما فضل صيام شهر رمضان؟ وماذا خصّ الله به هذه الأمة من فضائل لهذا الشهر العظيم؟

الجواب:

        الله -سبحانه وتعالى- يخصّ بعض الأشخاص، وبعض الأمكنة، وبعض الأزمنة، وبعض الأعمال؛ إلى غير ذلك من موارد التفاضل في هذه الشريعة، فقد خص الله -جل وعلا- كلاً من محمدٍ ﷺ، وإبراهيم -عليه الصلاة والسلام- بأن يكون كل واحدٍ منهما خليلاً لله؛ وكذلك بالنظر إلى الأمكنة فقد خصّ الله -جل وعلا- الحرم المكي؛ لأن الصلاة فيه تعدل مائة ألف صلاة. وفي مسجد الرسول ﷺ تعدل ألف صلاة. وفي المسجد الأقصى تعدل خمسمائة صلاة، فهذا تفضيلٌ من ناحية المكان؛ وكذلك من ناحية الزمان فقد شرع الله -سبحانه وتعالى- صيام شهر رمضان، الصيام من حيث هو مشروعٌ للرسل السابقين، ويقول الله -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ}[1] والصيام سرٌ بين العبد وبين ربه، وتُضاعف فيه الحسنات، ولهذا جاء في الأحاديث ما يدل على أنها تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران، وأن الإنسان عندما يصوم احتساباً لوجه الله -جل وعلا-، ويكون قد صام على الوجه الصحيح؛ بمعنى: صام سمعه عن المحرمات، وصام بصره عن النظر إلى المحرمات، وصام لسانه؛ وكذلك فرجه وبطنه وسائر بدنه؛ بمعنى: أنه استعمله في طاعة الله ولم يستعمله في معصية الله فله أجرٌ عظيم.

        ومن وجوه فضل رمضان أن الله -سبحانه وتعالى- أنزل فيه القرآن: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}[2] وأن فيه ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر؛ يعني: إن العبادة فيها خيرٌ من عبادة ألف شهر، وألف الشهر عبارةٌ عن ثمانٍ وثمانين سنة تقريباً.

        وعلى هذا الأساس فالإنسان يحرص على أن الله إذا بلّغه رمضان أنه يجتهد في صيامه، ويجتهد في قيامه، ويصدق في التوبة فيما بينه وبين الله من جهة ما مضى منه من تقصيرٍ، ويتجنب الأمور المحرمة، ويعقد العزم على أنه لن يعصي الله إذا خرج رمضان؛ لأن فيه بعض الناس في رمضان يخططون لعمل الأمور المحرمة في شهر الصيام، ويخططون -أيضاً- لعمل الأمور المحرمة بعد ما يخرج رمضان، فهؤلاء صيامهم لا شك أنه مردودٌ عليهم بالنظر إلى أنهم لم يتوبوا توبةً نصوحاً من أعمالهم، وهكذا بالنظر إلى تجنب أكل لحوم الناس. ولهذا جاء في الحديث: « ما صام من ظل يأكل لحوم الناس »[3]؛ بمعنى: إنه يشتغل في لحوم الناس من ناحية الغيبة والنميمة، فعلى الإنسان أن يصدق في صيامه. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (183) من سورة البقرة.

[2] من الآية (185) من سورة البقرة.

[3] أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده(3/577)، رقم(2221)، وابن أبي شيبة في مصنفه (2/272)، رقم(8890).