يفعل المعاصي، وإذا نصح يقول: إن الأعمال بالنيات
- فتاوى
- 2022-02-10
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (11120) من المرسل السابق، يقول: بعض الناس يفعل المعاصي، وعند النصيحة يقول: إن الأعمال بالنيات، فكيف نرد على هؤلاء؟
الجواب:
الإنسان يعصي ويزني ويسرق ويشرب الخمر. ويقول: الأعمال بالنيات! هذا استهتار!
يرتكب المعاصي، هذه لا تدخلها النية الحسنة، وإذا كانت لا تدخلها النية الحسنة فلا يصح أن يستدل بهذا الدليل على أن هذا عمله عمل طيب. هذا عمل قبيح.
وقول الرسول ﷺ: « إنما الأعمال بالنيات » المقصود منه هو ترتيب الأعمال على المقاصد، وهنا نية الزنا محرمة، ونية شرب الخمر محرمة، ونية دفع الرشوة أو أخذها محرمة، أو التعامل بالربا أو السرقة، وغيرها من المحرمات؛ كلّ هذه النيات فيها محرمة، فإنما الأعمال بالنيات. النية محرمة والعمل محرم.
فعلى هذا الشخص أن يتوب إلى الله -عزوجل-، وألا يغتر بالإمهال؛ لأن الله يمهل ولا يهمل. وعندما يزيد الإنسان الاستخفاف، فإن الله يزيد له في الإمهال من جهة، ويستدرجه -أيضاً- من جهة أخرى: من جهة الصحة، من جهة المال، من جهة كثرة الولد؛ كما قال -جلّ وعلا-: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)}[1]، ويقول: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51)}[2]، ويقول: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}[3].
فلا يغتر الإنسان بالمال، ولا بالصحة، ولا بتسيير أموره، وهو مقيم على المعاصي. يقول بعض السلف: إذا رأيت الله يعطي العبد وهو مقيم على المعاصي فاعلم أنما هو استدراج. وبالله التوفيق.