Loader
منذ سنتين

الحكم في إعادة الآية أكثر من مرة لحفظ القرآن، وحكم الطهارة لحفظ القرآن، والسجدة في القرآن إذا تكررت الآية للحفظ


  • فتاوى
  • 2021-12-30
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (7655) من مرسل مصري مقيم في المملكة، يقول: بدأت في حفظ القرآن ولله الحمد، والحفظ يلزم إعادة الآية أكثر من مرة، فهل إذا أعدت قراءة كل آية آخذ بكل حرفٍ حسنة؟ وهل يلزم أن أكون دائماً على وضوء، مع العلم أن هذا الموضوع شاق، فلا أستطيع أن أتوضأ عند كل قراءة؟ وهل يلزم أن أسجد عند كل سجدةٍ في كل قراءة، مع العلم أني أمر بالآية التي فيها سجدة أكثر من مرة من أجل الحفظ؟ أرجو إيضاح المسألة، أحسن الله إليكم.

الجواب:

        أولاً: إن الشخص الذي يريد أن يحفظ القرآن يحتاج إلى تحديد المقطع من السورة كآيتين أو ثلاث آيات أو أربع، ويكون هذا المقطع متعلقاً بموضوعٍ واحد.

        فعلى سبيل المثال سورة البقرة تشتمل على أربعين موضوعاً، فالشخص يحتاج إلى تحديد الموضوع، وتحديد الآيات التي تتعلق بالموضوع، فإذا نظرنا إلى افتتاح سورة البقرة وجدنا أن الله -سبحانه وتعالى- ذكر فيها أصناف الناس وأنهم ثلاثة، مؤمنون ظاهراً وباطناً، وكفارا ظاهراً وباطناً، ومنافقون مسلمون في الظاهر ولكنهم كفارٌ في الباطن، ثم بعد هذا الموضوع دعوة هذه الأصناف الثلاثة إلى التوحيد في قوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ}[1] إلى آخره، فبعدما يحدد الآيات التي تتعلق بموضوعٍ واحد يقرأ تفسيرها، يعرف معاني المفردات، وإذا كان للآية أو الآيات سبب نزولٍ فإنه يطلع على سبب النزول، وإذا كانت الآية محكمة أو كانت منسوخة فإنه لا بدّ أن يعرف ذلك، وإذا كان فيها إشكالٌ من الناحية اللغوية أو من الناحية البلاغية يكون مطلعاً على ذلك لأن هذا مذكورٌ في الكتب التي خدمت القرآن.

        فبعدما يفهم معاني المفردات وسبب النزول والأحكام والنسخ، يفهم -أيضاً- ما اشتملت عليه هذه الآيات من الأحكام؛ سواءٌ تعلقت بالعقيدة، أو تعلقت بالفقه، أو تعلقت بالآداب العامة، أو كانت تتعلق بشيءٍ من القصص؛ فلا بدّ أن يفهم معناها العام، وما اشتملت عليه من الأحكام والآداب العامة، ثم بعد ذلك يبدأ في حفظها.

        وبعض الناس يكرر الآية أو يكرر الآيات التي يريد حفظها يكررها مرتين أو ثلاثاً ويكتفي بذلك، والحقيقة أن الشخص إذا أراد أن يحفظ القرآن فإنه لا بدّ من تكرير المقطع الذي يريد حفظه أقل ما يكرره خمساً وعشرين مرة، فإذا كرره بهذه الطريقة فإنه بعد ذلك يُحاول استعادته من حفظه ولا يرجع إلى المصحف إلا إذا التبس عليه الأمر؛ هذا هو الأمر الأول.

        أما الأمر الثاني فهو أن الشخص إذا أراد أن يقرأ القرآن عن ظهر قلبٍ فإنه يكون متطهراً من الحدث الأكبر، وإذا أراد أن يقرأ من المصحف فإنه لا بدّ أن يكون متطهراً من الحدث الأكبر ومن الحدث الأصغر. وبالله التوفيق.

        المذيع: بالنسبة للأجور التي تحصل له حال التكرار كما سأل عنها؟

        الشيخ: أما بالنظر للأجور، فالرسول ﷺ يقول: « من قرأ القرآن فله بكل حرفٍ حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألفٌ حرف، ولامٌ حرف، وميمٌ حرف ». وبالله التوفيق.

        المذيع: والسجدة أحسن الله إليكم؟

        الشيخ: السجدة عندما يمر بآية سجدة فإنه يسجد.



[1] من الآية (21) من سورة البقرة.