حكم مدح الناس الرجل في وجهه وموقفه من ذلك
- فتاوى
- 2021-12-27
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4975) من المرسل السابق، يقول: بعض الأشخاص يمدحونني، ويقولون: أنت مؤمنٌ، وأنت تقي، وغير ذلك، ولكن لا أجد في نفسي شيئاً رغم ما يقولون، أحافظ بحمد الله على العبادة فهل يؤثر ذلك المدح على نفسية الإنسان؟ رغم أني أقول يظن الناس بي خيراً وإني لشر الناس إن لم تعفو عني؟
الجواب:
الإنسان إذا أنصف لنفسه من نفسه فإنه يعرف نفسه، يعرف من نفسه المواضع الحسنة، ويعرف من نفسه المواضع السيئة إذا كانت موجودةً فيه، والناس الذين يتكلمون في الشخص من جهة أنهم يصفونه بصفاتٍ حسنة هو أعلم بنفسه، فإذا كانت هذه الصفات الحسنة التي يصفونه بها هي موجودة عنده فعليه أن يحمد الله وأن يشكره فهذا من عاجل بشرى المؤمن، لأن هذا من باب تحبيب الله جل وعلا لخلقه لهذا الشخص؛ لأن الله جل وعلا إذا أحب عبداً قال: « يا جبريل إني أحب فلاناً فأحبوه، فينادي جبريل في السماء، إن الله يحب فلاناً فأحبوه فتحبه الملائكة، وينزل حبه في الأرض ويشرب الناس حبه كما يشربون الماء، وإذا أبغض الله عبداً قال: يا جبريل إني أبغض فلانا فأبغضوه فينادي جبريل في السماء إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه، فتبغضه الملائكة وينزل بغضه في الأرض فيشرب الناس بغضه كما يشربون الماء »[1].
أما إذا كان هذا الشخص يتصف بصفاتٍ سيئة وأن الناس يمدحونه بما ليس فيه فهذا من باب النفاق، من هؤلاء الذين يمدحونه لأنهم قد يريدون بذلك أنهم يتقربون إليه بذكر هذه المحاسن، فعلى العبد أن ينظر إلى نفسه والله جل وعلا يقول: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}[2]، وبالله التوفيق.