Loader
منذ سنتين

حكم عبارة: (لبن أمه السيئ، أو لبن أمه غير نظيف)، وهل لها أصل؟


  • فتاوى
  • 2022-02-21
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (9956) من المرسلة السابقة، تقول: عندما يفعل الشخص شيئاً مكروهاً، أو يكون بين إخوانه خلافات يرمونه بهذه العبارة: (لبن أمه السيئ، أو لبن أمه غير نظيف)، هل لهذه العبارة أصل؟

الجواب:

        هذا الكلام لا يجوز للإنسان أن يتكلم به؛ لأن هذا الكلام له ثلاث جهات:

        الجهة التي وجه إليها الكلام، والجهة التي نسب إليها اللبن، والجهة التي صدر منها الكلام.

        فالجهة التي صدر منها اللبن الله -سبحانه وتعالى- قال: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[1]، فالأم لا تتحمل ما يقع من إخلالٍ في الأدب من ولدها أو ابنتهاً، صحيح أنه إذا علمت بذلك كان يجب عليها تأديب الولد؛ لكن من الناحية الابتدائية عندما يسيء الوالد ننسب هذه الإساءة إلى الأم. والله -تعالى- يقول: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ}[2] ويقول: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ}[3] فالأم لا يجوز للإنسان أن يوجه إليها هذا اللوم؛ لأن هذا سبٌ لها؛ هذا من جهة. ومن جهةٍ أخرى هل عمل تحليل للبن؟ اللبن هذا الله -سبحانه وتعالى- هو الذي أنشأه عند المرأة وذلك من أجل تغذية الطفل، فهذا أيضاً سب لله -عزوجل-؛ لأنه أنشأ لبناً يضر هذا الطفل، والله -تعالى- قال في الحديث القدسي: « يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً » وقال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}[4]، فهذا اتهامٌ لله بأنه ظلم هذا الطفل حيث أنشأ عند هذه المرأة لبناً ينشأ عنه الضرر وهذا ليس بصحيح.

        أما بالنظر للموجه إليه الكلام فهو الذي يتحمل مسؤولية ما صدر منه.

        وأما موجه الكلام فلا شك أنه آثم؛ لأنه معتدٍ على هذا الشخص، ومعتدٍ -أيضاً- على أمه، ومعتدٍ على الله، فلا يجوز للإنسان أن يتكلم بذلك. وإذا سمع أحداً يتكلم به فيجب عليه نصحه، لعموم قوله ﷺ: « الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين عامتهم » وهذا من عامتهم. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (164) من سورة الأنعام.

[2] من الآية (40) من سورة العنكبوت.

[3] من الآية (13) من سورة الإسراء.

[4] من الآية (40) من سورة النساء.