Loader
منذ سنتين

أشتكي من كثرة الوقوع في المعاصي من بعض السماع والمشاهدة أو حتى الدخان


  • فتاوى
  • 2022-03-06
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (12003) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: أشتكي من كثرة الوقوع في المعاصي من بعض السماع والمشاهدة أو حتى الدخان ونحو ذلك. أرجو منك نصيحة تدلني على التخلص من مثل هذه الأمور وأستقيم على طاعة الله.

الجواب:

تربية الإنسان لنفسه من الأمور المهمة وكثير من الناس تكون تصرفاته في نفسه تصرفات عشوائية؛ بمعنى: أنه لا يفكر فيما يأتي ولا يفكر فيما يترك من جهة الحل والحرمة هذا من جهة.

ومن جهة أخرى أنه لا يفكر في نتائج الأمور التي يزاولها؛ سواء الأمور الواجبة التي يتركها، أو المحرمة التي يرتكبها، لا يفكر في نتائجها على نفسه وعلى أسرته وعلى مجتمعه.

ومن جهة أخرى لا يفكر فيما يؤول إليه أمره عند الله -جل وعلا-، وذلك أن الله -جل وعلا- قال: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[1]، وقال: {إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}[2]، ويقول -جل وعلا-: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}[3].

فإذا وقف بين يدي الله -جل وعلا- وعرضت عليه أعماله القبيحة كما قال -جل وعلا-: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}[4]، وقد ينكر أنه قام بهذه الأعمال، والله -جل وعلا- قال: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[5]، ويقول: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21)}[6].

فهؤلاء خمسة شهود يشهدون عليك في المعاصي التي عملتها؛ سواء كانت المعصية ترك واجب، أو كانت المعصية فعل محرم.

ويضاف إلى ذلك شهادة الأرض عليك فإنها تشهد بما عمل عليها يوم القيامة؛ كما قال -جل وعلا-: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا}[7].

ومن جانب آخر فإن أعمالك تعرض على الله يومي الإثنين والخميس، فالشخص يحرص -بقدر استطاعته- أن تكون أعماله التي تكتب في صحائفه، وتعرض على الله يوم الإثنين والخميس، ويحاسب عليها يوم القيامة - تكون مرضية لله -تعالى-. وعندما يقع منه شيء من الغلط فعليه أن يسارع ويتوب إلى الله -جل وعلا-، فإن الله -جل وعلا- يقول: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[8].

فعلى هذا الشاب وعلى غيره من الذين يتساهلون في ارتكاب المعاصي فإنه لا يدري قد يأتيه الموت وهو على حالة مغضبة لله فيُختم له بخاتمة سيئة. والله -جل وعلا- يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[9]. وبالله التوفيق.



[1] الآية (18) من سورة ق.

[2] الآيات (10-12) من سورة الانفطار.

[3] الآية (47) من سورة الأنبياء.

[4] الآية (30) من سورة آل عمران.

[5] الآية (65) من سورة يس.

[6] الآيات (19-21) من سورة فصلت.

[7] الآية (4) من سورة الزلزلة.

[8] الآية (53) من سورة الزمر.

[9] الآية (102) من سورة آل عمران.