Loader
منذ 3 سنوات

حكم أخذ الوالد مال ابنه من غير حاجة وبغير طيب نفس منه


  • فتاوى
  • 2021-10-05
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2002) من مرسل من السودان، لم يكتب اسمه، يقول: والدي يريد أخذ مالي بغير طيب نفسٍ مني، وهو لا يحتاج إليه، وأنا أحتاج المال ، فماذا أصنع؟

الجواب:

 إذا كان الأمر كما ذكره السائل من أنه في حاجةٍ إلى المال، وأن والده لا يحتاج إليه وأنه يأخذه منه من غير طيب من نفسه، فإن هذا لا يجوز ؛ لأن الوالد إذا أخذ المال من أجل التكثر أو من أجل أن يضر بولده أو من أجل أن يدفعه إلى ولدٍ آخر، فإن هذا ليس بمشروعٍ له ؛ لأن حاجة الولد صاحب المال مقدمة على كون الوالد يأخذ المال وهو غير محتاجٍ إليه من أجل أن يضر الولد أو من أجل أن يدفعه إلى ولدٍ آخر.

وبهذه المناسبة ينبغي أن يُعلم أنه لا بد من وجود التفاهم بين الأب والابن ؛لأن الولد قد يسلك مسلك الإفراط أو التفريط مع أبيه، وكذلك الأب قد يتعسف ضد واحدٍ من أبنائه فيسلك معه مسلك الإفراط أو يسلك معه مسلك التفريط، فإذا سلك معه مسلك الإفراط يعني أنه يأخذ من ماله ويدفعه للآخرين، وإذا سلك معه مسلك التفريط ، فإنه يوفر ماله -يوفر مال أحد الأبناء- لا يأخذ منه شيئاً مع أن الولد ليس بحاجة، وأن الوالد في حاجةٍ ماسةٍ، والولد ليس بحاجةٍ ماسة، ويقصد ولداً آخر يأخذ منه جميع ما يحتاج إليه.

 والمفروض أن الأب كما أنه مأمورٌ بالعدل بين أولاده في حالة ما إذا أراد أن يدفع إليهم شيئاً -وهذه قاعدة عامة - فينبغي أيضاً أن يلاحظ هذا عندما يكون في حاجة، وعنده عدة أولاد فينبغي أن يسوي بينهم فيما يأخذ منهم، أما ما يعطونه هم من أنفسهم فهذا ليس بمحلٍ للكلام، وبالله التوفيق.