Loader
منذ 3 سنوات

حكم الإعلان عن وفاة الرجل بمكبرات الصوت، وإقامة حفل للعزاء


  • الجنائز
  • 2021-06-16
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (227) من المرسل السابق: يقول: عندنا -وخصوصا في الريف- إذا مات أحد قام أهله بتجهيز سيارة أو سيارتين بمكبر للصوت، ثم يرسلونهما إلى العزب والكفور والبلاد المجاورة؛ لإبلاغ الناس أن فلان بن فلان توفي، ثم بعد ذلك يتم تشييع الجنازة، ثم يذهب جميع الحاضرين إلى السرادق المقام أمام منزل العائلة، الذي يستقبلون فيه السادة المعزين القادمين من كل مكان، ولإحياء هذا الحفل الكريم، يتم استدعاء شيخ لتلاوة القرآن الكريم في السرادق، وإذا بدأ قراءته من الصبح أو الظهر أو بعد صلاة العصر، فبذلك ينتهي السرادق والاحتفال في اليوم نفسه، وإذا قرأ متأخراً، مثلا بعد صلاة المغرب، استمر إلى العاشرة ليلاً، وهذا لا يكفي، فلا بد من الإتمام في اليوم الثاني، غير الذبائح من الغنم والبقر والأكل والشرب، وأحيانا يكون الميت تاركا لأولاد صغار هم في حاجة إلى هذا المال المنصرف في هذه الحفلات، مع العلم أن الشيخ الذي يقرأ القرآن في هذا الحفل، يأخذ مبلغاً كبيراً جداً جداً، إذا كان من المشهورين، وإذا كان شيخاً متوسطاً في الشهرة، فأجره متوسط، وإذا كان من البلد نفسه الذي فيه المتوفى وليست له شهرة، فأجره لا يقل عن عشرة جنيهات مصرية أو عشرين، على العموم أنا أعتذر على الإطالة في هذا السؤال، لكنني أريد الإفادة عن مثل هذه الأعمال، ومدى ملاءمتها للشرع، وفقكم الله.

 الجواب:

        أولاً: ما ذكره السائل من أن هناك أشخاصاً يركبون سيارة أو سيارتين أو أكثر، وتكون معهم مكبرات للصوت من أجل أن ينادوا في الناس أن فلاناً مات، وهؤلاء الناس يحضرون للعزاء، فهذا العمل لا يجوز؛ لأن هذا لم يكن معروفاً في عهد الرسول ، ولا في عهد خلفائه ولا صحابته ولا التابعين لهم بإحسان. وقد ثبت عن رسول الله أنه قال: « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد »، وفي رواية « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ».

        ثانياً: أن اجتماع الناس للعزاء على الوصف الذي ذكره السائل بدعة أيضا، ودليله ما سبق في الأمر الأول.

        ثالثاً: الشخص الذي يؤتى به من أجل أن يقرأ القرآن بدعة أيضاً، ولا يجوز له أن يأخذ أجراً على قراءته، ولا يجوز لهم أن يدفعوا له أجراً، وإذا كان يقرأ القرآن من أجل الميت فهذا لا يصله ثوابه. فأخذ الأجرة حرام ودفعها لا يجوز؛ لأن هذا بدعة، وقد سبق الدليل عليه.

        رابعاً: الشيء الذي يقدم لهؤلاء من اللحم ومن المأكولات الأخرى، يكون هذا من مال الميت، فهذا لا يجوز أيضاً؛ لأن هذا من أكل المال الحرام، لأن مال الميت انتقل منه إلى ورثته بسبب الموت، فأصبح المال ملكاً للورثة. فإن كانوا عقلاء وبالغين، فعملهم هذا مخالف لسنة الرسول ؛ لأنه قال « اصنعوا لآل جعفر طعاما، فإنه جاءهم ما يشغلهم ».

        وهؤلاء هم الذين يصنعون الطعام للوافدين عليهم، هذا يكون بدعة، وإذا لم يكونوا عقلاء أو لم يكونوا بالغين؛ يعني ليسوا بمكلفين، وإنما كانوا صغارا، فيكون هذا من أكل المال بالباطل، مع أنه مخالف للسنة من الوجه الذي سبق ذكره، وهو أنهم يصنعون طعاما للناس، والسنة أن يصنع الطعام لهم ويقدم.

        فالحاصل من هذا الجواب:

        هو أن جميع ما ذكره السائل في سؤاله بدعة، ومخالف لهدي الرسول ، والخير في اتباعه في أقواله وأفعاله، ولهذا، يقول الله -جل وعلا-: "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ"[1]، فمن أراد محبة الله -جل وعلا- فعليه أن يتبع هدي الرسول ، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (31) من سورة آل عمران.