Loader
منذ 3 سنوات

والده عمره ٧٠ عامًا. وأمه طلبت منه الطلاق وقد وقع، ويحملون في قلوبهم عليها هل يأثمون,وهل دعاؤها مستجاب علينا؟


  • الطلاق
  • 2021-07-25
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (6451) من مرسلة لم تذكر اسمها، تقول: لي والد يبلغ من العمر ما يقارب السبعين عاماً. وأمي طلبت منه الطلاق وقد وقع، ولم أرضَ أنا ولا أخوتي على ذلك. وقد حملنا على أمنا في قلوبنا الكثير لهذا التصرف على أننا نبرها ولم ننقطع عن صلتها؛ إلا أنها كثيرة الدعاء علينا من دون حق، هل نحن مؤاخذون على ما نفعله تجاهها؛ أي: على ما نحمله في قلوبنا من فعلها هذا؟ وهل دعاؤها مستجاب علينا علماً أنه ليس لها حق في ذلك؟

الجواب:

        إن الفرقة بين الزوجين تارة تكون مبنية على سبب من قبل الرجل، أو على سبب من قبل المرأة، أو على أسباب مشتركة بينهما؛ بمعنى: إن كل واحد منهما لديه أسباب لهذه الفرقة. وقد يكون السبب وجيهاً، وقد يكون السبب تافهاً لا قيمة له؛ ولكن بالنظر إلى اختلاف عقول الناس، واختلاف إدراكهم لنتائج التصرفات التي يتصرفونها قد يكون السبب التافه قوياً عند الشخص إذا كان عقله ضعيفاً ولا يدرك مدى النتائج التي ستترتب على ذلك. وقصدي بالنتائج هنا النتائج المترتبة على الأولاد وبخاصة إذا كانوا صغاراً لم يستقلوا بأنفسهم؛ وكذلك البنات إذا لم يكنّ متزوجات. وما وقع في أنفسكم من الحمل في قلوبكم على أمكم هذا يحتاج إلى مبرر شرعي فإن الأم لها حق عظيم، وقد جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: « يا رسول الله، من أولى الناس بحسن صحبتي؟ قال: « أمك ». قال: ثم من؟ قال: « أمك ». قال: ثم من؟ قال: « أمك ». قال: ثم من؟ قال: « أبوك ثم أدناك أدناك ». وقال الله -جل وعلا- حينما أوصى بحق الوالدين: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24)"[1].

        وبناء على ما سبق فلا ينبغي لكم أن تحملوا على أمكم إلا إذا كان هناك مبرر شرعي يعذركم الله فيه. ولم تذكري مبرراً لأن الكلام الذي ذكرتيه ليس من المبررات التي توجب الحمل في القلب. وبناء على ذلك فإنكم تحسنون إليها وتعاملونها معاملة حسنة بقدر ما تستطيعون: معاملة بالقول، ومعاملة بالفعل، ومعاملة -أيضاً- بالإحسان إليها بالمال إذا كنتم تستطيعون أنتم وهي في حاجة إلى ذلك. وبالله التوفيق.



[1] الآيات (23- 24) من سورة الإسراء.