امرأة تنصح والدتها المريضة عما يضرها من الطعام ولا تستمع لها
- فتاوى
- 2021-12-27
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4956) من المرسلة السابقة، تقول: لدي والدة كبيرة في السن معها مرض، إذا نصحتها عما يضرها من طعام وغيره لا تستمع إلى نصيحتي، مع أني أهتم بها وأضع لها ما يصلح من طعام وغيره وأخاف عليها إذا أكلت الأطعمة التي تضرها، فهل يلحقني إثم في ذلك؟ وبم تنصحوني وتنصحون والدتي؟
الجواب:
جاء رجل إلى الرسول ﷺ، فقال: « يا رسول الله من أولى ناسي بحسن صحبتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك » الحديث…
وفي هذا الحديث دلالةٌ على بيان عظم حق الأم، ومشروعية برها من أولادها من ذكورٍ أو إناثٍ كلٌ بما يستطيعه من إعانةٍ لها بمالٍ أو من تقديم خدمةٍ بدنيةٍ لها أو من تقديم نصائح لها.
وبالنظر إلى هذه المسألة المسؤول عنها، فإن الأم عندما تستعمل طعاماً وتحس أن هذا الطعام مناسبٌ لها فإنها تستمر عليه، وعندما تستعمل طعاماً وتدرك من استعماله أنه يضرها فإنها تتركه، أما بالنظر إلى البنت وأنها تنصح أمها عن الطعام الذي يضرها وتنصحها بالطعام الذي ينفعها وأن الأم لا تقبل ذلك من البنت فإن هذا قد يرجع إلى معرفة الأم بنفسها، فالبنت قد تنصحها باستعمال طعامٍ باعتقاد أنه ينفعها؛ ولكن الأم حسب الاستعمال هذا الطعام يضرها، وقد تنهى البنت أمها عن الطعام لاعتقاد أنه يضرها ولكن الأم باستعمالها لهذا الطعام تدرك أنه ينفعها، فالمرجع في ذلك إلى الأم من جهة معرفة ما ينفعها وما يضرها من الطعام، فما ينفعها تستعمله وما يضرها تتركه، وعلى البنت أن تقوم برعايتها بقدر ما تستطيع وليس عليها إثمٌ عندما تنصح أمها بأمرٍ والأم لا تقبل ذلك، لعموم قوله ﷺ: « إنما الأعمال بالنيات »، وهذه البنت تريد إذن النصح لأمها فهي مأجورة. وبالله التوفيق.