Loader
منذ سنتين

حكم من توفي والده وعليه ديون ولم يترك مالاً لسدادها، وعنده زوجتين وأطفال صغار، وما مصير من مات وعليه دين؟


الفتوى رقم (2226) من المرسل س. م، من عنيزة، يقول: توفي والدي يرحمه الله وأموات المسلمين في شهر ذي الحجة بعد إصابته بمرضٍ خبيث، وخّلف وراءه أطفالاً ونساءً، وهو مدين بدينٍ تجاوز مليونين، من الملزم بتسديد الدين؟ وما مصير المسلم الذي عليه دين إذا توفي ولم يترك سداداً، وما مصير أصحاب الدين ؛ يعني : من الذي يقوم بسدادهم؟ كما أن والدي لم يترك سداداً وإنما ترك زوجتين مع كل واحدة منهما أولاد صغار، وعندهم بيتٌ مستأجر فيه أثاث، فهل أثاث هذا البيت يجب علينا أن نأخذه ونبيعه لنسدد دينه، أم ماذا نعمل؟

الجواب:

أما بالنسبة لأحكام الدنيا، فإذا كان الشخص المتوفى لم يُخلف عقاراً ولا مالاً ولا نقوداً، توفّى منه ديونه، ولم يكن من أولاده من يكون قادراً على تحمل الديون عنه، ويتبرع هو بذلك أو يُلزم بذلك من جهة حاكمٍ شرعي، فأصحاب الديون لا يوجهون دعواهم ضد أحدٍ معين؛ لأنه لا يوجد تركة ولا يوجد من يتبرع من أولاده وهو قادرٌ على ذلك، ولا يوجد أيضاً من هو ملزمٌ شرعاً في وفاء دينه من أقاربه، يعني مثلاً من أولاده، هذا بالنظر إلى أحكام الدنيا.

أما بالنظر إلى أحكام الآخرة: فالأمر في ذلك راجعٌ إلى الله جل وعلا، والأمر يختلف باختلاف قصد المستدين، فإذا أخذ هذه الديون وقصده أن يسددها، أخذها بحسن نيةٍ وقصده أن يسددها، فإن الله جل وعلا يتحملها عنه يوم القيامة، أما إذا أخذها من أجل أن يستهلكها ولم ينو سدادها، فالأمر في ذلك راجعٌ إلى الله جل وعلا، يحكم بينه وبين أصحاب الديون، والله جل وعلا يقول: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا"[1]، وبالله التوفيق.



[1] الآية (40) من سورة النساء.