حكم من يصلي و لا يحفظ إلا الفاتحة
- الصلاة
- 2021-07-12
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5854) من المرسلة السابقة تقول: والدي ووالدتي لا يعرفون القراءة ولا الكتابة، هل يحاسبون على تلاوة القرآن وحفظه وهم لا يحفظون إلا الفاتحة ويصلون بها؟
الجواب:
الشخص يجب عليه أمورٌ وجوباً عينياً، وفيه أمورٌ واجبةٌ على الكفاية.
ومما يجب على الإنسان وجوباً عينياً أن يتعلم من علوم دينه ما يؤدي به حق الله الذي عليه، ويمتنع عما حرّم الله -جلّ وعلا-.
فعلى سبيل المثال يتعلم الطهارة من الحدث الأكبر ومن الحدث الأصغر، ويتعلم التيمم، ويتعلم كيفية الصلاة، ويتعلم ما فيها من دعاءٍ وما فيها من قراءة. وإذا أقبل رمضان يكون على علمٍ من الأمور التي يكون الصيام بها صحيحاً، والأمور التي يتجنبها الصائم. وإذا أراد أن يحج يتعلم مناسك الحج حتى يؤديها على الوجه المشروع.
أما الأمور المشروعة على سبيل الكفاية فهذه تتعلق بأولياء الأمور الذين يعلّمون الناس ويوجهون للتعلم للقيام بهذه المهمات؛ كما هو موجود عندنا في هذه البلاد من جهة تأهيل القضاة ليقوموا بهذه المهمة؛ إلى غير ذلك من جوانب التأهيل.
ومما يؤسف له أن الرجل يتزوج المرأة وهي أميةٌ وينتفع منها بوجوهٍ كثيرةٍ من الانتفاع؛ ولكن مع الأسف لا يقيم وزناً لما يتعلق بأمور دينها، فلا يعلمها كيفية الوضوء ولا كيفية الغسل، ولا يعلمها كيفية الصلاة؛ إلى غير ذلك من جوانب النقص التي هي فيها. والرسول ﷺ قال: « كلكم راع وكلكم ومسؤول عن رعيته » - ومما جاء في هذا الحديث أنه قال: « والرجل راعٍ في بيته ومسؤولٌ عن رعيته » ومن رعايته لأسرة بيته أن يدلهم ويعلمهم ما فيه خير ٌلهم من أمور دينهم وأمور دنياهم. وكثيرٌ من الناس يأخذ حقه ولكنه لا يؤدي الحق الذي عليه.
وهذه المسألة المسؤول عنها هي من هذا الباب؛ فأمها زوجةٌ لرجل قد أنجبت منه فكيف تعيش وهي لا تحسن ما ذكرته السائلة. فالواجب أن يُتنبه لهذا الأمر وقد تيسرت في هذا الوقت الأمور من ناحية التعليم فما على الشخص إلا أن ينظم إلى ما يناسبه من دور التعليم. وبالله التوفيق.
المذيع: تذكر فضيلة الشيخ أن أباها وأمها أيضاً لا يعرفان القراءة، هل تنتقل هذه المسؤولية التي ذكرتم للأبناء للتعليم؟
الشيخ: إذا كان الأب لا يستطيع التعلم فيُعلّم إذا لم يكن عنده علم فتكون المسؤولية على من عنده علمٌ من أولاده أو من أبنائه أو من بناته. وبالله التوفيق.