Loader
منذ 3 سنوات

حكم إدخال أجهزة استقبال البث ورؤية القنوات في المنزل


الفتوى رقم (6849) من المرسل السابق، يقول: ما حكم إدخال أجهزة استقبال البث ومشاهدة القنوات إلى المنزل أحسن الله إليكم؟

الجواب:

        من قواعد الشريعة أن الوسائل لها حكم الغايات فتكون الغاية مشروعة. وعلى هذا الأساس فالوسائل المستخدمة للوصول إليها تكون مشروعة، وفيه غايات محرمة. وبناءً على ذلك تكون الوسائل الموصلة إلى هذه الغايات تكون محرمة، ومن أجل ذلك جاء وجوب سد الذرائع الموصلة إلى ترك واجبٍ أو إلى فعل محرم. وجاء -أيضاً- منع الحِيل التي يُستحلُ بها فعل محرم، أو يُحتال بها على ترك واجبٍ من الواجبات، ووسائل البث حكمها حسب الغاية التي تنشأ عن استعمالها؛ فإذا كانت هذه الوسائل تستعمل في أمورٍ مشروعة تتحقق منها جلب مصلحة أو درأ مفسدة؛ سواءٌ كانت هذه المصلحة محضة، أو كانت راجحة على المفسدة، أو كانت المفسدة محضة، أو كانت المفسدة راجحة على المصلحة، أو كانت المفسدة مساويةً للمصلحة ؛ لأن درء المفاسد مقدمٌ على جلب المصالح، فإذا كانت هذه الوسائل تستخدم لذلك فلا مانع منها، أما إذا كانت هذه الوسائل ينشأ عن استعمالها مفسدةٌ محضة أو مفسدةٌ راجحة، أو ينشأ عنها مفسدة مساوية للمصلحة، أو ينشأ عنها تفويت مصلحةٍ محضة أو تفويت مصلحةٍ راجحة فحينئذٍ تكون ممنوعة.

        ومما يحسن التنبيه عليه، وإن كان قد سبق التنبيه عليه في أجوبةٍ مضت، هذا الأمر الذي يحسن التنبيه عليه هو أن كل رب أسرة راعٍ لهذه الأسرة ومسؤولٌ عن هذه الرعية يوم القيامة، فإن كان غاشاً لهذه الرعية؛ بمعنى: إنه يجلب لها ما يفوّت مصالحها ويُحقق المفاسد لها فإنه سينال نصيبه من العقوبة سواءٌ كانت في الدنيا أو في الآخرة، أو يجمع الله -جل وعلا- بينهما له.

        فعلى كل راعٍ استرعاه الله رعيةً أن ينصح لها لا يكون غاشاً لها؛ فالشخص الذي يأتي بوسيلةٍ من الوسائل التي تلتقط ما تبثه وسائل الإعلام الخبيثة لا شك أنه غاشٌ لرعيته؛ لأنهم ينظرون إلى ما يستقبله هذا الجهاز؛ لأن صاحب البيت قد يراقبهم بعض الأوقات، أو لا يُراقب يكون متهاوناً، فالمقصود أن كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته. وبالله التوفيق.