Loader
منذ سنتين

هل كل إنسان معتصم بحبل الله المتين يعتبر ولياً من أولياء الله؟


  • فتاوى
  • 2021-12-22
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4546) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: أرجو من فضيلتكم أن توضحوا من هم أولياء الله الذين جاء ذكرهم في الكتاب الكريم وذلك في مثل قوله تعالى: {إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}[1]، ثم هل كل إنسان معتصم بحبل الله المتين يعتبر ولياً من أولياء الله؟

 الجواب:

        الله جل وعلا قال: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، ثم وصفهم بقوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}[2]، فقوله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا هذا راجعٌ لأمور الاعتقاد، وقوله جل وعلا: وَكَانُوا يَتَّقُونَ هذا راجعٌ للتطبيق، فقوله:  الَّذِينَ آمَنُوا لم يخرج عنها صورة من صور الاعتقاد، وكذلك انتفاء ما ينافي الإيمان مثل إنسان يكون مؤمن في الظاهر؛ لكن يكون منافق في الباطن، هذا ليس مؤمن في الحقيقة، فلا بد من تحقق الإيمان من جهة الوجود، ولا بد من التحقق من عدم ما ينافيه، يعني ما ينافيه لا يكون موجوداً في نفس الشخص، فيشمل هذا جميع أمور الاعتقاد من جهة الوجود، ومن جهة العدم، وقوله جل وعلا: وَكَانُوا يَتَّقُونَ هذا شاملٌ للتطبيق، يعني جميع ما يؤمر به الشخص وجميع ما ينهى عنه، يعني يكون تاركاً لجميع المحرمات، ويكون فاعلاً للمأمورات؛ لأنه لا يكون متقياً على سبيل الحقيقة إلا إذا أتى بالأوامر واجتنب النواهي، وإذا حصل منه تقصيرٌ في جانب الاعتقاد، أو حصل منه تقصيرٌ في جانب التطبيق، في جانب التقوى إما أن يكون التقصير في جانب التطبيق من جهة إخلاله ببعض ما أمر به، أو يكون من ناحية ارتكابه لبعض ما نهي عنه، فإنه يفقد من الولاية بقدر ما حصل عنده من النقص في باب الأمر، وكذلك من النقص في باب النهي.

        وعلى هذا فالولاية تكون مطلقة، ويكون مطلق ولاية؛ لكن الولاية المطلقة هي أن يكون الشخص ممتثلاً لجميع أمور الاعتقاد وخالياً عما ينافيها، وكذلك من جهة الأوامر وكذلك من جهة النواهي، أما مطلق الولاية، فهذا يختلف باختلاف الناس، فقد يكون الشخص مصراً على بعض الصغائر، وقد يفعل شيئاً مثلاً من الكبائر لكن لا تثبت له الولاية المطلقة، وبالله التوفيق.



[1] الآية (62) من سورة يونس.

[2] الآية (63) من سورة يونس.