Loader
منذ 3 سنوات

وصيتكم لطالب في المتوسط أحياناً يحافظ على الصلاة ، وأحياناً يتركها


  • فتاوى
  • 2021-09-04
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1223) من المرسل م. م.س من العراق، يقول: أنا طالبٌ في المرحلة المتوسطة، أصلي بعض الأحيان، ولكني أترك الصلاة في بعضها الآخر، وحينما أفكر في الآخرةِ، ونعيمها، وعذابها، أعود فأواظب على الصلاة، ولا ألبث حتى أتركها مرة أخرى، أرجو إرشادي على عملٍ يجعلني أواظب على فعلها؟

الجواب:

 أولاً: أن هذه الحالة التي ذكرتها توجد عند كثيرٍ من الشباب مع الأسف، فتارةً يصلون، وتارةً يتركون الصلاة، ولعل هذا يرجع إلى القرناء الذين يقترنون بالشخص، وهم قرناء السوء، فيصرفونه عن الصلاة في بعض الأحيان، وإذا انفرد عنهم رجع إليه الوازع الديني فصلى.

 فعلى الشخص أن يختار القرناء الصالحين، وأن يبتعد عن قرناء السوء، فإن النبي ﷺ ضرب مثلاً للجليس الصالح والجليس السوء، فقال: « مثل الجليس الصالح كبائع المسك »، وضرب مثلاً للجليس السوء بنافخ الكير، ومن المعلوم أن بائع المسك إذا جلس الشخص عنده وجد رائحة طيبة، وقد يشتري منه، وقد يهدي إليه، وأن نافخ الكير إذا جلس الشخص عنده وجد رائحة كريهة، وقد يطير شرار من النار، ويقع على ثوبه، فيحرق المكان الذي وقع عليه، ويجد حرارة من وهج النار، كذلك الجليس الصالح، يتأثر منه الشخص في سلوكه، وفي عبادته، وتنبني شخصيته بناءً سليماً، والجليس السوء، يضره في سلوكه، وفي دينه، ويضره أيضاً في ماله، ويبني نفسه بناءً غير سليم، فعلى الشخص أن يبتعد عن قرناء السوء، وأن يقرب من القرناء الصالحين، هذا من جهة.

 ومن جهةٍ أخرى قد يكون هذا الشخص من الأشخاص الذين يقرؤون كتباً ليست بطيبة، وهو ليس من أهل التمييز بين الخبيث والطيب، مما يذكر في الكتب، وإذا كان كذلك، فعليه أن يعدل عن هذا الاتجاه، ويقرأ القرآن، ويقرأ أحاديث الرسول صلوات الله وسلامه عليه، وإذا أشكل عليه شيء، فإنه يسأل أهل العلم عن ذلك.

 ومن جهة أخرى أيضاً، قد يكون عند هذا الشخص غفلة، فلا يرجع إلى ربه، ولا يسأله، ولا يدعوه، فإذا كانت عنده هذه الغفلة، فإنه قد تستحكم هذه الغفلة عنده، وبعد ذلك يترك الصلاة، وقد يكون عنده شيء من اليقظة، ثم بعد ذلك يصلي، يعني يقظة الضمير، فالمقصود أن هذا الشخص ينبغي أن يرجع إلى نفسه من جهة معرفة الطريق الذي يسلكه، والأشخاص الذين يرتبط بهم، والعلوم التي يدرسها.

 أما من ناحية صلاته التي يتركها، فإنه يقضيها؛ لأنه إذا كان يصلي تارةً، ويترك الصلاة أخرى، فإنه يقضي ما تركه من الصلاة، وهذا ليس كالشخص الذي يترك الصلاة دائماً، فإن الشخص الذي يترك الصلاة دائماً لا يؤمر بقضائها، لماذا؟ لأنه إذا تركها جاحداً لوجوبها، فهو كافرٌ بإجماع العلماء، وإذا تركها تهاوناً، وكسلاً يعني أجمع على تركها تهاوناً، وكسلاً، فإنه كافرٌ على الصحيح من أقوال أهل العلم، أما إذا كان يتركها تارةً، ويفعلها أخرى، فإنه يقضي ما تركه. وبالله التوفيق.