حكم مقاطعة أهل الزوج الذين يتعاملون بالسحر ويظلمون زوجة ولدهم
- توحيد الألوهية
- 2021-07-09
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5449) من المرسلة السابقة، تقول: بيت جدي -أهل أبي -كانوا يظلمون أمي كثيراً، والسبب أنها غريبة ومن بلد آخر. وكلما تتركهم تعود إليهم عسى أن يكون الحال قد تغير، ولكنها تجد العكس. وهم دائماً يتعاملون بالسحر وأشكاله. وإيمانهم ضعيفٌ جداً. ثم تستمر في سرد مثل هذه الأوصاف لتسألكم يا شيخ عبد الله: هل مقاطعتهم واجبة والحال ما ذكر؟ وكيف تنصحون الوالدة؟
الجواب:
أولاً: لا بدّ من التحقق من الأسباب التي يباشرونها؛ سواءٌ كانت قولية، أو كانت أسباباً فعلية، فإذا كانت هذه الأسباب محرمٌ عليهم أن يباشروها كما ورد في السؤال، فيأتي الوجه الثاني وهو أنه لا يجوز لهم أن يفعلوا أو أن يقولوا ما يكون محرماً لا بالنسبة لهذه المرأة ولا بالنسبة لغيرها، وليعلموا أن الله جعل عليهم حفظة يكتبون ما يصدر منهم من أقوالٍ وأفعالٍ تسجّل في صحائف أعمالهم وتنشر يوم القيامة، يقول الله -جلّ وعلا-: "وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا"[1]؛ بالإضافة إلى ذلك تشهد على الإنسان جواره: "الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"[2]، "وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ"[3])، ويقول الله -جلّ وعلا-: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)"[4].
فواجبٌ على الشخص إذا أراد أن يقول قولاً أو أن يفعل فعلاً ينظر في هذا القول والفعل هل سيترتب عليه عقاب دنيويٌ أو أخرويٌ أو دنيويٌ وأخرويٌ معاً؟ أم أنه سيترتب عليه ثوابٌ عاجلٌ أو ثوابٌ آجل؟ فإذا كان يترتب عليه إثم فإنه يقلع عنه، وإذا كان يترتب عليه ثوابٌ فإنه يقدم عليه.
أما الوجه الثالث: فهو بالنظر إلى المرأة السائلة عرضت ما يقع على هذه المرأة؛ ولكنها لم تذكر ما يصدر من هذه المرأة، قد تكون مسيئة إليهم. وعلى هذا الأساس تكون قد تسببت فيما يصدر منهم من أقوالٍ وأفعالٍ تسوؤها، وقد يكون ما يصدر منهم مساوياً لما يصدر منها أو أقل أو أكثر؛ لكن تقدير ذلك راجع إلى الله.
والموقف الذي ينبغي أن تقفه هو أنه إذا كان استمرار اتصالها بهم يجعلهم يستمرون في إيذائها بالقول وبالفعل، وأنها لا تستطيع أن تقاوم ذلك فإنها تقاطعهم؛ لأن فيه تقليلاً للأذى بالنسبة لها، وفيه تخفيفٌ عليهم من جهة الإثم مما يقع منهم مستقبلاً؛ أما ما وقع وسُجّل في صحائف الأعمال فهذا الحساب بينها وبينهم عند الله -جلّ وعلا-؛ فقد جاء في الحديث: « ما منكم من أحد إلا سيكلّمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ». وبالله التوفيق.