الفتوى رقم (1568) من المرسل السابق، يقول: ما الفرق بين الهدي والفدية؟

الجواب:

        هذا من ناحية اصطلاح الفقهاء الفدية يُعبِّرون بها عن الجزاء، وأما بالنسبة للهدي فيُطلِقُونَه على هدي التطوع والقران والتمتع.

        وعلى كلّ حالٍ فالألفاظ الاصطلاحية الموجودة عند العلماء في كلّ فنٍ من فنون العلم لا مُشاحةً فيها بينهم، قد يوجد في التعبيرات التي يعبرون بها قد يطلقون الفدية وتكون عامة، تكون لفدية الجزاء، وتكون لهدي التطوع والقران.

        وعلى كلّ حال فلا مشاحة في الاصطلاح؛ لكن لا بدّ من تحديد المراد من ناحية ما كان جزاءً على أساس أنه من باب الزواجر، أو من باب الجوابر، أو كان من باب هدي التطوع، أو من باب هدي التمتع والقران، وإذا عُلِم المراد فلا مُشاحةً في الاصطلاح كما سبق. وبالله التوفيق.

        المذيع: كثير من الإخوان يُشْكِل عليهم كون الهدي أو الفدية من الذبائح فقط، هل هناك بديلٌ عن هذا؟

        الشيخ: هذه المسألة تحتاج إلى شيءٍ من التفصيل، وبيان ذلك من وجوه:

        الوجه الأول: أن هدي التمتع والقِران إذا عجز عنه الإنسان فلم يجده؛ يعني: معه الثمن ولكن لم يجده، أو أنه وجده ولكنه لا يستطيع أن يشتريه، فقد لا يكون موجوداً والنقود موجودة، وقد يكون موجوداً والنقود ليست بموجودة، أو النقود موجودة ولكن الهدي ليس بموجود، وقد لا يوجدان معاً؛ فحينئذٍ ينتقل إلى الصيام يصوم ثلاثة أيامٍ في الحج وسبعةً إذا رجع إلى أهله، فصار الصيام بدلاً عن هدي التمتع والقِران في حالة العجز عنهما حقيقةً أو حُكماً؛ هذا هو الوجه الأول.