Loader
منذ سنتين

معنى أن المشقة تجلب التيسير في الزمان


الفتوى رقم (11509) من طلبة علم، يقولون: نرجو توضيح كيف أن المشقة تجلب التيسير في الزمان، فما معنى ذلك؟

الجواب:

        هذه القاعدة من القواعد الكلية، والأدلة التي دلت على هذه القاعدة من القرآن ومن السنة كثيرة؛ كقوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[1]. وأبلغ آية جاءت في هذا الموضوع قوله -تعالى-: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ}[2].

        والمقصود من هذه القاعدة هو أن الله -سبحانه وتعالى- شرع هذه الشريعة: شرعها عزائم، وشرعها رخصاً.

        وكلٌّ من العزائم والرخص عندما يباشرها الشخص تقترن بمشقة مناسبة لها؛ كمشقة الجهاد في سبيل الله، ومشقة الحج، ومشقة صيام رمضان، ومشقة الذهاب إلى المسجد من أجل أن يؤدي صلاة من الصلوات الخمس؛ كلّ عمل منها له مشقة تناسبه.

        والله -جلّ وعلا- شرع الرخص، وذلك من أجل التخفيف على المكلف؛ لأن المكلف لو باشر العمل على أنه عزيمة مع وجود السبب المقتضي للرخصة تكون مشقة هذا العمل خارجة عن المعتاد، فشرع الله الرخص من أجل أن تكون المشقة معتادة بالنسبة لها.

        وأسباب الرخص كثيرة: منها النسيان، ومنها الخطأ، ومنها الإكراه. وقد تكون من ناحية المكان، وقد تكون من ناحية الزمان، وقد تكون من ناحية القول أو من ناحية الفعل.

        فقوله هنا من ناحية الزمان: مثل الإنسان عندما يجمع بين صلاتين جمع تقديم أو جمع تأخير هذا فيه رخصة من ناحية الزمان. ومثل الشخص عندما يفطر في السفر ويؤخر القضاء؛ وكذلك بالنسبة للنفساء، وكذلك بالنسبة للحائض؛ كلّ واحدة منهما لا يجوز لها أن تصوم، ولها أن تصوم فيما بعد. وإذا صامت فيما بعد فأجرها كأجر من صام رمضان في وقته. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (286) من سورة البقرة.

[2] من الآية (6) من سورة المائدة.