Loader
منذ 3 سنوات

إذا قرأت السور التي أحفظ من القرآن لغرض عدم نسيانها دون أن أستشعر الأجر المترتب على القراءة، هل هذا ينافي الإخلاص؟


الفتوى رقم (5103) من المرسلة السابقة، تقول: إذا قرأت السور التي أحفظ من القرآن لغرض عدم نسيانها دون أن أستشعر الأجر المترتب على القراءة، هل هذا ينافي الإخلاص؟

الجواب:

        الإخلاص قد يوجد عند الشخص في بداية الأمر ولكنه يغيب عنه في أثناء أداء العمل فيوجد عند ابتدائه، ولكن قد يغيب عنه في أثنائه، وإذا غاب عنه في أثنائه لا يكون متلبساً بضده:

        فالأول: يقال عنه إنه وجود حقيقي، وهو وجود الإخلاص في بداية الأمر.

        والثاني: يقال عنه إنه وجود حكمي.

        ومن القواعد المقررة في الشريعة أن الوجود الحكمي ينزل منزلة الوجود الحقيقي.

        فإذا كانت هذه المرأة يحضر عندها الإخلاص في بداية القراءة، ولكنها تذهل عنه في أثناء قراءتها حتى تنتهي فإن الوجود الحكمي المقارن للقراءة منذ أن زال عنها الوجود الحقيقي يكون منزلاً منزلة الوجود الحقيقي وبهذا تثاب على وجود الإخلاص ابتداءً وجوداً حقيقياً وعلى قراءتها المقارنة للوجود الحكمي للإخلاص.

        ومما ينبغي التنبيه عليه هنا هو أن الشخص إذا أراد أن يتقرب إلى الله جل وعلا بعمل من الأعمال القولية أومن الأعمال الفعلية أو من الأعمال القصدية كالخوف والرجاء والرغبة والرهبة وغير ذلك من أعمال القلوب، عليه أن يتنبه لاستحضار النية أن تكون خالصة لله جل وعلا؛ لأن العمل لا يكون صالحاً إلا بأمرين:

         أما الأمر الأول: فهو الإخلاص. والأمر الثاني: فهو المتابعة، والمقصود بالمتابعة أن يكون مطابقاً للشرع. وبالله التوفيق.