Loader
منذ سنتين

من قَال بأن: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، لكن الأعمال كمال فيه؟


  • الإيمان
  • 2022-03-07
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (12050) من المرسل السابق، يقول: من قال: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، لكن الأعمال كمال فيه، هل هذا قول لبعض أهل السنة أم هو قول المرجئة؟

 الجواب:

هذه المسألة وهي مسألة: هل الأعمال شرط صحة أم شرط كمال؟ هذه مسألة مهمة جداً.

والأعمال منها ما هو ركن، ومنها ما هو شرط، ومنها ما هو واجب، ومنها ما هو مستحب، ومنها ما هو مباح باعتباره وسيلة لواجب أو وسيلة لمندوب.

وعلى هذا الأساس فالقول بأن الجميع شرط صحة للإيمان على إطلاقه هذا فيه نظر، والقول بأنه شرط كمال كذلك؛ وإنما يفرق؛ لأن فيه شروط أعمال لصحة الإيمان، وفيه أشياء تكون شرط كمال واجب، وفيه أمور تكون شرط كمال مستحب؛ فإذا نظرنا إلى فعل المندوبات؛ يعني: جميع الأمور المسنونة في الشريعة وجدنا أن الإنسان لو تركها فإنه لا يعاقب؛ لكن إذا فعلها فإنه يكون مثاباً، وهذا بالنظر إلى المندوب من الناحية الجزئية، أما بالنظر إلى الناحية الكلية فإنه يلحق بالأصول. وإذا نظرنا إلى أمور واجبة فإن الإنسان يأثم في تركها لكن لا يخرج عن الإسلام.

وإذا نظرنا إلى الشروط وجدنا أعمالاً هي شروط؛ مثل: الطهارة في الصلاة، واستقبال القبلة، وكثير في الشريعة شروط. وإذا نظرنا إلى الأركان وجدنا أن الصلاة باعتبار كليتها ركن من الأركان.

فعلى هذا الأساس عندما نقول: إن الشخص عندما يترك جميع المأمورات ويفعل جميع المحرمات إنما يكون إيمانه ناقص، فهذا ليس بصحيح؛ وإنما هو قول المرجئة الذين يقولون: يكفي التصديق، وإذن إبليس عندهم مؤمن؛ لأنه مصدق بوجود الله جل وعلا، ولهذا الأمور التي جاءت في القرآن التي جرت بين إبليس وبين ربه وإسناده كثير من الأمور؛ كما في قوله: {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}[1]، فإذاً إبليس عندهم يكون مؤمناً. فالمقصود هو أنه لابد من التفصيل في هذا الموضوع. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (82) من سورة ص.