الفتوى رقم (11257) من مرسل من الباحة، يقول: هل يجوز فك السحر بالسحر؟ وما الدليل على ذلك؟

الجواب:

        أصل العلاج مستحب، ولو أن الإنسان تركه لكان أفضل. ولذلك في السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ذكر منهم ﷺ منهم: « الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون ».

        فإذا أصيب الإنسان بذلك، وتوكل على الله -جل وعلا - رجاء رحمته ومغفرته، فأمر ذلك راجع إليه. وإذا أراد أن يتداوى فالرسول ﷺ يقول: « عباد الله، تداووا ولا تتداووا بحرام؛ فإن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها ».

        وعلى هذا الأساس فلا شك أن السحر أمره ظاهر، يقول الله -سبحانه وتعالى-: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ}[1].

        والساحر لا يتعلم السحر إلا بعد الكفر بالله والشرك به، وإهانة سنة الرسول ﷺ، وإهانة القرآن؛ وكذلك بالنظر إلى من يذهب إلى الساحر من أجل الانتفاع بسحره. فالساحر يفرض عليه أموراً كثيرة، منها يكون كفراً وشركاً بالله -جلّ وعلا-؛ ولكن هذا الشخص الذي أتى إلى الساحر قد لا يدرك أن هذا الأمر من الكفر والشرك بالله؛ لأن ذلك لا يعرفه إلا أهله.

        فالمقصود أنه لا يجوز للإنسان أن يفك السحر بالسحر، لا من جهة كونه معالجِاً، ولا من جهة كونه معالَجاً.

        وبإمكانه أن ينظر إلى الآيات التي في سورة الأعراف، وفي سورة يونس، وفي سورة طه، وفي سورة الشعراء المتعلقة بالسحر ويأخذها ويقرأها على نفسه وبإذن الله يشفى؛ كما قال الله -جلّ وعلا-: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[2]. وبالله التوفيق.