Loader
منذ سنتين

حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


  • فتاوى
  • 2021-12-27
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4912) من المرسل أ.ع. ب، يقول: ما حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

 الجواب:

        يقول الرسول ﷺ: « لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر »[1] الحديث، وجاء أيضاً أدلة من القرآن، وأدلة من السنة فيها الحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

        والمعروف هو: عبارة عن اتباع الأوامر من الواجبات والمستحبات وترك المحرمات، كل هذا داخلٌ في المعروف.

         والمنكر هو: ترك الواجبات وفعل المحرمات.

        عندما يحصل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون من شخصٍ عالم بما يأمر به وعالمٍ بما ينهى عنه؛ لأن بعض الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر قد يكون منهم إفراطٌ في بعض الأمور وتشديدٌ على بعض الناس في غير محله. وكما أن هذا قد يحصل من بعض الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، قد يحصل أيضاً تثاقل ٌوعدم قبولٍ من بعض المأمورين بالمعروف والمنهيين عن المنكر.

        فالمفروض هو التعاون في ذلك، فالآمر بالمعروف، والناهي عن المنكر يكون على بصيرةٍ من أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ويكون مستعملاً للحكمة، يقول الله جل وعلا: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}[2]، وهذا كما أنه يكون من جهة الآمر والناهي، فكذلك المأمور والمنهي ينبغي أن يكون عنده انقيادٌ واستسلام للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ويدعو له أيضاً.

        ومما ينبغي أن يتنبه له أيضا هو أن مسئولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تختص برجال الحسبة كما يتصوره بعض الناس، فالرسول ﷺ قال: « كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولةٌ عن رعيتها، والعبد راعٍ في مال سيده ومسؤولٌ عن رعيته، ألا فكلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته ».

        فكل شخصٍ استرعاه الله على جزءٍ من الناس ينبغي أن يتحسس مواضع المعروف بالنسبة لهم ويأمرهم بها، ويتحسس مواضع المنكر وينهاهم عنها وإلا فإنه سيسأل عنهم يوم القيامة، يقول الله جل وعلا: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7)}[3].

        ولو حصل التعاون والتكاتف على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر استقامت أمور الناس لكن ما يحصل هو ناتجٌ عن التقصير من كل شخصٍ بحسبه. وبالله التوفيق.



[1] أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الملاحم، باب الأمر والنهي(4/121)، رقم (4336)، والترمذي في سننه، أبواب الفتن، باب ما جاء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (4/468)، رقم(2169).

[2] من الآية (159) من سورة آل عمران.

[3] الآيتان (6-7) من سورة الأعراف.