الفتوى رقم (4801) من المرسل السابق، يقول: لي أقارب لا أزورهم إلا في العيدين، وذلك لأن نسائهم يتساهلن في موضوع الحجاب، وأنا أنصرف من أجل ذلك، فبماذا توجهونني؟

الجواب:

        لا شك أن تقوية العلاقة بين الأقارب على حسب اختلاف درجاتهم مشروعة، وتزيد قوتها بحسب قوة القرابة، وعندما يكون هناك عارضٌ من العوارض التي تعترض أداء هذه الصلة مثل ما ذكره السائل من جهة ما يحصل من النساء من أمورٍ غير مشروعة وهو يمتنع عن الاتصال بهم وصلتهم لهذا المانع.

        فالمشروع هو أنه ينبه أولياء أمور النساء ويحدد هذه الأمور التي ليست بمشروعة ويبين حكمها الشرعي وأن الواجب على المرأة ألا تقدم عليها وأن الواجب على ولي أمرها أن يمنعها من ذلك لعموم قوله ﷺ: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه ».

        فهذا الشخص عندما يعمل هذا العمل يكون قد عمل الواجب عليه ثم بعد ذلك ينتظر فإن زالت هذه المنكرات فإنه يزورهم، وإذا لم تزل هذه المنكرات فإنه يعمل موازنة بين جلب المصلحة ودرء المفسدة، فإذا كان يرى أن المصلحة في زيارتهم أرجح من عدمها، فإنه يزورهم، وإذا كان يرى أن المصلحة في عدم زيارتهم أرجح من زيارتهم فإنه لا يزورهم. وبالله التوفيق.