Loader
منذ 3 سنوات

موقف المسلم من تأخر إجابة الدعاء


  • فتاوى
  • 2021-08-30
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (971) من المرسل م. ع.ر، من الرياض، يقول: يقول المولى عزوجل في محكم كتابه الحكيم: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"[1]، وإيماناً مني، وتصديقاً بهذه الآية الحكيمة، فلقد كانت لي أمنيةٌ طالما تمنيت أن تحقق لي في حياتي الزوجية، والتي لم يمض عليها سوى شهور، وبالطبع الأمنية ليست أمنية إنجاب أولاد أبداً، إنما هي أمنية تمنيت أن تكون في زوجتي، ولذا فلقد توجهت إلى الله بالدعاء، وألححت، وخاصةً في ليلة القدر، وفي ليالٍ أخرى، ولكنني لم أرَ تلك الأمنية، علماً بأنني واثقٌ كل الثقة بأن الله قريبٌ مجيب، ولكني متحير في عدم الإجابة، ومن هذا القبيل؟

الجواب:

تأخر إجابة الله سبحانه وتعالى للدعاء لا يكون هذا التأخر مانعاً للإنسان عن الاستمرار في الدعاء؛ لأن الله سبحانه وتعالى جعل لكل شيءٍ قدراً، فقد يدعو الإنسان، ولكنه لا يصادف الوقت الذي قدر فيه أن يجاب دعاؤه، ولكن ينبغي أن يستمر في الدعاء، ولا يحصل عنده يأسٌ، وقنوطٌ، واعتقادُ أنه لن يجاب دعاؤه، فقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال: « يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول قد دعوت ربي فلم يستجب لي »[2]، وهذا متفقٌ عليه، وفي رواية لمسلم: « لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أرَ يستجب لي، فيستحسر عند ذلك، ويدع الدعاء »[3].

وأنصح السائل أن يستمر على الدعاء، والله قال:"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"[4]، وقال:"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"[5]، إلى غير ذلك من الأدلة للترغيب بالدعاء، وبالله التوفيق.



[1] من الآية (60) من سورة غافر.

[2] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الدعوات، باب يستجاب للعبد ما لم يعجل (8/74)، رقم(6340)، ومسلم في صحيحه، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستتغفار، باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل(4/2095)، رقم(2735).

[3] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستعجال، باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل(4/2096)، رقم(2735).

[4] من الآية (186) من سورة البقرة.

[5] من الآية (60) من سورة غافر.