كيف السبيل للتفاهم مع أبنائي حيث أجد صعوبة في حثهم على أداء الصلاة معي في المسجد؟
- الصلاة
- 2022-03-08
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (12335) من أب مشفق على أبنائه، يقول: إلى فضيلة الشيخ عبدالله الغديان، سؤالي: كيف السبيل للتفاهم مع أبنائي هذه الأيام؛ حيث أجد صعوبة في حثهم على أداء الصلاة معي في المسجد، حيث يتأخر أحدهم عن الإقامة وخاصة في صلاة العصر والفجر وهم بلغوا سن الرجولة. أنا أخاف عليهم وأشفق عليهم وجّهونا في ضوء هذا السؤال للآباء وأنا مأجورين.
الجواب:
تربية الآباء للأبناء وكذلك للبنات تحتاج إلى معرفتها من الناحية النظرية، ثم بعد ذلك تأتي الناحية التطبيقية؛ لأن الناحية التطبيقية هي مستمدة من الناحية النظرية. والناحية النظرية لابد أن تكون مستمدة من كتاب الله ومن سنة رسوله ﷺ فإذا نظرنا إلى الأب لابد أن يكون الأب قدوة حسنة في أقواله وفي أفعاله؛ يعني: فيما يقدم عليه؛ وكذلك فيما يكف عنه، وكذلك من ناحية قلبه يكون قلبه مستقيماً مع استقامة أقواله ومع استقامة أفعاله؛ هذا بالنظر إلى نفسه في تعامله مع الله -جل وعلا-؛ وكذلك من ناحية علاقته بأبنائه وبناته، فهو إذا كان قدوة حسنة صارت هذه القدوة سبباً من أسباب قبول كلامه؛ يعني: إن أولاده يقبلون كلامه؛ لكن إذا كان يطلب منهم أموراً يُريد منهم أن يطبقوها من الناحية الشرعية؛ ولكنهم يشاهدون أنه يخالفها؛ فإن هذا لا يجعلهم يقبلون هذه الأوامر التي تأتيهم من والدهم. وإذا كان مستقيماً فعليه -أيضاً- أن يدعو الله -جل وعلا- أن يصلحهم وأن يوفقهم. وفيه جانب آخر وهو أنه لابد للوالد أن ينظر في الأولاد بالنسبة للأمور التي يشتغلون بها في حال وجودهم في البيت؛ وكذلك من ناحية الوقت الذي يشتغلون فيه.
فبعض الآباء يترك أولاده يشتغلون في أمور ليست بمشروعة؛ هذا من جهة ذات الشي الذي يشتغلون فيه؛ وكذلك من ناحية الوقت؛ يعني: لا يكون لهم وقت راحة إلا إذا قرب وقت الصلاة، فحينئذ ينظمهم من ناحية الشيء الذي يستعملون، ومن ناحية الوقت الذي يقضونه، ومن ناحية الوقت الذي يستريحون فيه من ناحية النوم؛ فبعض الأولاد يشتغل في الليل حتى يُؤذن الفجر فإذا أذن الفجر نام، ويأتي والده ما كان يعلم أنه أحيا الليل في أشغال قد تكون محرمة أيضاً، يأتي إليه ويوقظه ولكن الولد لا يسمع بالنظر إلى قوة غلبة النوم عليه.
فالمقصود هو أن الوالد لابد أن يكون قدوة حسنة من جهة، ويكون حكيماً من جهة أخرى. وفيه جانب ثالث من التربية وهو أن بعض الآباء يكون فظاً وغليظاً، ويستعمل مع أولاده الألفاظ التي تُحدث عندهم الإحباط بدلاً من أن يستعمل الألفاظ التي تكون تشجيعاً لهم، وبعد سماعهم لهذه الكلمات التشجيعية يكون عندهم سهولة من ناحية الانقياد لأبيهم؛ فالمقصود هو أن الشخص لا يكون فظاً غليظاً، ولا يكون -أيضاً- عشوائياً وفوضوياً. لابد أن يكون له قواعد يمشي عليها طيبة. وبالله التوفيق.