Loader
منذ 3 سنوات

حكم الاحتفال بالموالد


  • فتاوى
  • 2021-06-02
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (49) من المرسل ع.ط مصري مقيم في المملكة، يقول: في بعض البلاد الإسلامية تقام موالد مثل مولد السيدة زينب ومولد السيد البدوي وخلافه من الأولياء الصالحين، فهل الاحتفال وإقامة هذه الموالد بدعة؟ ولا يخفي ما يكون فيها من المنكرات، مع العلم بأنني ومثلي كثير ممن لا يقتنعون بهذه الموالد، نرجو الإفادة.

الجواب:

        إقامة الموالد بدعة من البدع المستحدثة، وقد ثبت عن رسول الله أنه قال: « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد »، وفي رواية: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد »، ويوجد من يقيم مولداً للرسول للاستدلال بذلك على محبته، وهذا خلاف سنة الرسول ؛ فهو لم يُقم ذلك لنفسه.

        وأبو بكر الصديق -وهو الخليفة الأول- لم يقم ذلك للرسول بعد موته -موت الرسول- وكذلك عمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة ، فكما أنهم لم يقيموا مولداً للرسول ، ولم يقمه واحد منهم لنفسه، ولم يقمه بعضهم لبعض فدلنا ذلك على وجود الإجماع على ترك ذلك، ولو كان خيرا لنبه الرسول ؛ لأن الله -جل وعلا- قال: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا[1]، وقال الله -جل وعلا-: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ[2].

          فلم يأت بيان لذلك لا في القرآن ولا في السنة من الرسول لا من جهة القول ولا من جهة الفعل ولا من جهة التقرير، ولم يأت أيضا بيان من الصحابة y لذلك لا على سبيل القول ولا على سبيل الفعل ولا سبيل التقرير، وكذلك التابعون وأتباع التابعين، وقد قال النبي : « خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم » قال الراوي: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثا[3].

        فهذه القرون المفضلة مجمعة على ترك ذلك، ولو كان خيرا لسبقونا إليه، فالواجب هو الاقتداء بهدي الرسول وبسنة أصحابه من بعده، فقد قال : « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي »[4].

        فالاقتداء بالنبي وأصحابه من بعده الذين طبقوا شريعته على وجه سليم هذا هو الخير.

        هذا من جهة إقامة المولد للرسول .

        وإذا امتنع هذا في حق الرسول ، فمن دونه من الناس من باب أولى.

        ومما يؤسف له جدا أن بعض المعلمات في مدارس البنات ينصحن البنات بإقامة موالد لهن، ويقمن موالد لأمهاتهن، ويسمى هذا عيد الأم.

        وهذا فيه شيء من التلبيس يحتاج إلى بيان؛ وذلك أن هذه جاءتنا من النصارى؛ فهم يريدون بميلاد الأم: ميلاد مريم، فتسرب هذا من النصارى إلى المسلمين، وأخذ بعض النساء المسلمات ذلك، واعتقدن أنه أمر طيب، وبخاصة النساء اللاتي يتعلمن في البلاد الغربية، ويأتين ويعلمن بنات المسلمين ينصحن بإقامة مولد الأم.

        أما إقامة مولد النبي معتقدا محبته، فمحبته في طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر، وبالله التوفيق.

 



[1] من الآية (3) من سورة المائدة.

[2] من الآية (44) من سورة النحل.

[3] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الشهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد (3/171)، رقم(2651)، ومسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم(4/1963)، رقم(2533).

[4] أخرجه أبو داود في سننه، كتاب السنة، باب لزوم السنة(4/200)، رقم(4607)، والترمذي في سننه، أبواب العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع (5/44)، رقم(2676)، وابن ماجه في سننه، باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين (1/15)، رقم(42).