حكم تعبير الرؤى والأحلام وتعلق القلب بالتعابير
- فتاوى
- 2022-01-06
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8530) من المرسلة السابقة، تقول: أسألكم رأيكم في تعبير الرؤى والأحلام وفي من تعلق قلبه بهذه التعابير حتى أنه يعتقد اعتقادا جازما بأن ما عُبر سيقع؟
الجواب:
لا شك أن الرؤية ثبتت في القرآن مما حصل من رؤيا يوسف. {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}[1]، وكذلك ثبتت رؤيا الملك في السنبلات في البقرات التي رآها، سبع ثمان وسبع سنبلات وأخر يابسات يعني في بقرات سمان سبع وبقرات عجاف سبع، ولما سئل يوسف عن تعبيرها قال: {قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49)}[2].
فالرؤى ثابتة في القرآن، وفيه باب مذكور في كتب الحديث في تعبير الرؤيا، الرؤيا حق لا شك فيها وتعبيرها أيضاً مشروع ولكن التعبير يحتاج إلى شخصٍ عالمٍ بأصول الرؤيا، وليس من المتعين على من سُئل عن رؤيا أن يعبرها؛ لأن بعض الرؤى قد لا يحسن تعبيرها، هذا من جهة، ومن جهةٍ أخرى أن السائل عن الرؤيا لا يكون هو الرائي وإنما يكون إما متطفل سمع الرؤيا ويريد أن يعرف تعبيرها وإما إنسان وسيط بين الرائي وبين المعبر، وهذا الوسيط لا يملك الإجابة التي يمكن أن يسأله عنها المعبر لأن كل رؤيا لها وضعها وخصائصها، فالمعبر عندما يسأله الرائي، يسأله عن أمورٍ تتعلق بالرؤيا تنقدح في ذهنه وبعد ذلك قد يرى تعبير الرؤيا وقد تلتبس عليه وقد يعرفها ولكن يرى من المصلحة عدم تعبيرها.
أما ما يفعله بعض الناس في وقتنا الحاضر من المجازفة في التعبير أو يكون الشخص المُعبر معه قرين من الجن ويلقي عليه بعض الأمور ويتكلم بها على أنها منه، فلا يجوز ذلك. وبالله التوفيق.