Loader
منذ سنتين

أهم المواصفات في شريكة الحياة، ولمن يزوج الرجل أخته؟


الفتوى رقم (3650) من المرسل السابق، يقول: ما أهم المواصفات في شريكة حياتي، ولمن أزوّج أختي؟

الجواب:

 لا شك أن اختيار الزوجة واختيار الزوج له أهميةٌ عظيمةٌ، وذلك أن النكاح سببٌ من أسباب اجتماع رجلٍ وامرأة على سنة الله ورسوله؛ كلّ واحدٍ منهما له حقوقٌ وعليه حقوقٌ، يبنيان حياةً جديدة، وهي نواة لأسرة تأتي فيما بعد. والرسول ﷺ قال: « تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولجماها، ولحسبها، ولدينها، فاظفر بذات الدِّين تربت يداك ». أما الرجل فقد قال ﷺ: « إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير ».

فتبين بذلك أن الدِّين والأمانة عنصران مهمان في حياة الرجل أواختياره، وكذلك بالنظر للمرأة، وبإمكان الشخص الذي يريد أن يختار لموليته بإمكانه أن ينظر إذا جاءه الخطيب أن ينظر إلى أسرة هذا الخطيب من جهة الرجال، وكذلك بإمكانه أن يتحقق عنه، يسأل زملاءه في العمل، يسأل أصدقاءه، وإذا كان طالباً يسأل زملاءه في الدراسة، فإذا تحقق له أنه صالحٌ حينئذٍ يوافق على تزويجها.

وهناك صفاتٌ خفيةٌ بالنسبة للرجال، وبالنسبة للنساء، لا تظهر إلا مع طول العشرة؛ ولكن قد لا يكون لها تأثيرٌ كبيرٌ على الحياة الزوجة، فعلى سبيل المثال: الغضب، سواءٌ كان من المرأة، أو كان من الرجل. وكذلك البخل بالنظر للرجل، والتبذير بالنظر للمرأة، فهناك صفاتٌ تكون كامنة؛ لكن من الحكمة أن الرجل إذا لاحظ على زوجته بعض الأمور أن يعالجها، وهكذا بالنظر للمرأة إذا لاحظت على زوجها بعض الأمور فبإمكانها أن تعالجها.

وبهذه الطريقة عندما يكون الرجل عارفاً للحقوق التي له يطلبها، وللحقوق التي عليه يؤديها،؛ كذلك المرأة تكون عارفةً بالحقوق التي لها، وتكون عارفةً بالحقوق التي عليها، فلا تطلب من زوجها إلا الحقوق التي لها، والحقوق التي عليها لا تتبرم ولا تتمنع، ولا تعاكس زوجها في أداء الحقوق، ولهذا يقول الله -جلّ وعلا-: "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ"[1].

فعندما يسلك الرجل الذي يريد أن يتزوج هذا المسلك من جهة ملاحظة عناصر الاختيار، وكذلك إذا أراد أن يزوج موليته، فيكون قد أحسن في ذلك.

أما ما يتعلق بالتوفيق وعدم التوفيق في أمر الزواج، فهذا لا يرجع إلى الرجل ولا إلى المرأة، وإنما هو راجعٌ إلى الله -سبحانه وتعالى- ، والله حكيمٌ عليمٌ لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون، والله -تعالى- يقول: "وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا"[2]، فقد يكون الاجتماع فيه حكمة، وقد يكون الافتراق فيه حكمة، والله حكيمٌ عليمٌ. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (228) من سورة البقرة.

[2] الآية (130) من سورة النساء.