Loader
منذ سنتين

حكم إرشاد الناس الذين تنتشر عندهم البدع ودعوتهم للسنة بدون علم كافي


  • فتاوى
  • 2021-12-31
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (7925) من المرسل السابق، بعد أن ذكر مجموعة البدع التي يقع بها أهل قريته، يقول: أنا والحمد لله أقوم بكل الفرائض؛ لكن ليس عندي علم كافٍ، هل يحق لي أن أرشد الناس وأدعوهم إلى السنة وليغيروا ما هم عليه من العادات التي ذكرتها لكم؟

الجواب:

        الإنسان عندما يريد أن يدعو يكون عالماً بما يدعو به؛ أما إذا كان جاهلاً فقد يدعو الناس إلى أمورٍ لا تكون مشروعة فيحلّل المحرم ويحرّم الحلال، والله -سبحانه وتعالى- يقول: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}[1]، ويقول: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ}[2] إلى أن قال: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[3].

        فلا يجوز للإنسان أن يدعو الناس بغير علم؛ بل الواجب عليه السكوت، فيتعلم أولاً ثم بعد ذلك إذا تأكد من صحة المعلومات التي لديه وأنها مُطابقةٌ للشرع حينئذٍ يدعو الناس إليها ولو كانت هذه قليلة. فلو فرضنا أنه أحسن الوضوء -فقط- فإنه يدعو الناس الذين يشاهدهم ويحصل منهم خلل في الوضوء؛ يدعوهم للوضوء، لكن كونه يتخبط في دين الله ويتكلم وهو لا يدري هل هو مصيبٌ أو مخطئ هذا واجبٌ عليه السكوت. وبالله التوفيق.



[1] الآية (36) من سورة الإسراء.

[2] من الآية (33) من سورة الأعراف.

[3] من الآية (33) من سورة الأعراف.