Loader
منذ سنتين

من أخذ قول شخص ورفض قول الرسول ﷺ بحجة التقليد؟ وهل يصح لكلّ أحد أن يخالف عالماً بحجة كلّ يؤخذ من قوله ويرد؟


الفتوى رقم (11169) من أكثر من مرسل حول هذا الموضوع: من أخذ قول شخص ورفض قول الرسول ﷺ بحجة التقليد؟ وهل يصح لكلّ أحد أن يخالف عالماً من العلماء ويرد قولهم من منطلق قاعدة: كلّ يؤخذ من قوله ويرد؟ وهل هناك ضابط في ذلك؟ وإذا كان بعض الناس يقلد عالمه ولا يدري ما الدليل فكيف يفعل؟

 الجواب:

        هذا السؤال له ثلاث جهات:

أما الجهة الأولى: فهي السائل.

وأما الجهة الثانية: فهي المسؤول.

وأما الجهة الثالثة: السؤال.

        وقد جاء في السؤال الأول أنه يأخذ بقول شخص يقلده، ويترك قول الرسول ﷺ، والله -سبحانه وتعالى- يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[1]. ومن وجوه التقديم المنهي عنها تقديم قول أحد من البشر على قول الرسول ﷺ في أمور التشريع، فلا يجوز تقديم أحد على قول الرسول ﷺ؛ أما من دونه من أهل العلم فهذا يختلف باختلاف العالم:

        فقد يكون الشخص عالماً متمكناً من العلم يستنبط الفروع من الشريعة على حسب قواعدها، فإذا كان الشخص بهذه المثابة، وجاء شخص عامي وسأله فإنه يأخذ بقوله لقول -سبحانه وتعالى-: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[2]، وقوله -تعالى-: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ}[3]. فقوله -تعالى-: وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ أن هؤلاء ينشرون العلم الذي تعلموه وكونهم ينشرونه والله -سبحانه وتعالى- أمرهم بقبوله. هؤلاء ينشرون وأولئك يقبلون، فإذا كان الشخص المسؤول متمكناً من العلم، وسأله شخص فإنه يأخذ بقوله عملاً بما ذكرته من الأدلة.

        أما ما يوجد من الفوضى بالنظر إلى أن الشخص يفتي وهو غير متمكن، أو أن يكون الشخص المستفتي جاهلاً؛ ولكن يكون عنده شيء من الخروج عن حدود الأدب، فيأتي إلى هذا ويسأله سؤالاً ويسجله، ويأتي إلى ثاني ويسأله نفس السؤال ويسجله؛ وهكذا يسأل ثلاثة أربعة.

        أو يكون عنده هدف ليتحقق أمراً عنده، فيمشي على اثنين ثلاثة أربعة خمسة ويسألهم حتى يجد الشخص الذي يكون جوابه مناسباً فيأخذ بجوابه؛ فهذا لا يجوز للإنسان أن يفعل ذلك؛ بل عليه أن يتحرى العالم وإذا سأله فإنه يكتفي به. وبالله التوفيق.



[1] الآية (1) من سورة الحجرات.

[2] من الآية (43) من سورة النحل.

[3] من الآية (122) من سورة التوبة.