حكم إجبار الأب ابنته على الزواج من رجل لا تريده وتهديده بتطليق أمها
- النكاح والنفقات
- 2021-07-17
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5933) من المرسلة ب.أ. من القصيم، تقول: أنا فتاة في معهد المعلمات في السنة الدراسية الثانية، ووالدي قد عقد لي على شاب دون أن يخبرني، وعندما عرفت بالأمر حاولت أن أرفض ذلك الشاب؛ لأني سمعت أنه غير محافظ على الصلاة، وكثير السهر في الليل، ولكن والدي أصبح يهدد أمي بالطلاق إذا رفضت ذلك الشاب وقال: إنه لن يحصل لي زواج من غير هذا الشاب، هل أوافق على ذلك الشاب؟
الجواب:
الرسول ﷺ يقول: « إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير »، فلابد أن يكون الزوج مرضياً في دينه وفي أمانته، وهكذا بالنسبة للزوجة لا بدّ من كونها مرضية في دينها وفي أمانتها.
ومما يحسن التنبيه عليه -هنا- بهذه المناسبة: هو أنه قد يحصل تعصب من البنت فيتقدم لها من يكون مرضياً في دينه وفي أمانته ولكنها تصر على عدم قبوله؛ وذلك من أجل أن يكون الرأي لها، وتختار شخصاً لا يكون مرضياً في دينه وفي أمانته؛ فتكون متعصبة في القبول، ومتعصبة في الرد من جهة أخرى؛ وهكذا بالنظر للأب فقد يتعصب بتزويج ابنته على شخصٍ ليس مرضياً في دينه وفي أمانته كما ذكرته السائلة، فيكون ابن أخته، أو ابن أخيه، أو ابن صديقه، أو ابن الجيران، أو ابن صديق له في عمل تجاري وما إلى ذلك، ويصرف النظر عن الجوانب الدينية مطلقاً؛ لأنه يريد إرضاء قريبه، أو إرضاء صديقه، أو إرضاء شريكه، فيكون آثماً بهذا التصرف؛ لأنه راعٍ لابنته ومسؤولٌ عن رعيته، كما قال ﷺ: « كلكم راعٍ كلكم مسؤولٌ عن رعيته » وذكر من ضمن الرعاة: « والرجل راعٍ في بيته ومسؤولٌ عن رعيته »، ومن رعايته لبناته اختيار الكفء المرضي في دينه وفي أمانته.
وقد يكون التعصب من الأم فتقف في وجه تزويج ابنتها على من هو مرضيٌ في دينه وأمانته من أجل أن تزوجها ابن أختها أو ابن أخيها مثلاً، ولا يكون هذا الشخص مرضياً لا في دينه ولا في أمانته؛ ولكن تقول: هذا ابن أختي أو هذا ابن أخي فتصر على تزويج ابنتها على شخصٍ ليس بمرضيٍ في دينه وفي أمانته.
وبناءً على ما تقدم فعلى كلّ واحدٍ من الأب ومن الأم ومن البنت أن يتقي الله في نفسه وأن يسير حسب الطريقة الشرعية. وبالله التوفيق.