أيها يقدم الزواج أو الحج ؟
- النكاح والنفقات
- 2021-06-19
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (350) من المرسل ص.ح.م مصري مقيم في العراق، يقول: أنا شاب أبلغ من العمر 25 عاماً، ولم أملك في الدنيا أي شيء، وقد تُوفي والداي، ولم يتركا لي أي ميراث حتى المنزل الذي أقيم فيه لم يكن ملكي، ولقد منّ الله عليّ وسافرت وأصبح معي مبلغ يقدر بـ 3000 جنيه مصري، وأنا الآن في حيرة من أمري هل أبني منزلاً؟ أم أتزوج؟ أم أذهب إلى الحج؟
الجواب:
بالنسبة لكون أبويك لم يخلفا لك شيئاً من المال لا يرجع إليهما، ولا يرجع إليك أنت؛ وإنما يرجع إلى الله -جلّ وعلا-، فقد قال تعالى: "نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا"[1].
فلا تعتب على والديك، ولا تأس على نفسك، واشكر نعمة الله -جلّ وعلا- عليك حيث وفقك لكسب المال ورزقك ما ذكرته من النقود.
أما سؤالك هل تتزوج بهذا المبلغ أو تحج؛ فإن الأمر في ذلك يرجع إلى معرفة وضعك تماماً، فإذا كان بإمكانك أن تحج بجزء من هذا المبلغ، وتتزوج ببقيته؛ فقد جمعت بين الحسنيين.
وإذا كان لا يمكنك ذلك فإنك تحج فرضك، وتدعو الله -جلّ وعلا- أن ييسّر أمرك في الزواج، وقد قال الله -جلّ وعلا-: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا"[2]، ويقول -جلّ وعلا-: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ"[3]، وأنت بهذا المال قد صرت قادراً على الحج، وينطبق عليك قوله تعالى: "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا"[4]. وبالله التوفيق.