أحياناً أقوم آخر الليل ثم إذا أذن الفجر صليت ونمت حوالي نصف ساعة ثم أقوم لأصلي ما قسم لي وأنطلق إلى أعمالي ما توجيهكم؟
- الصلاة
- 2021-07-06
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5108) من المرسلة السابقة، تقول: أحياناً أقوم آخر الليل ثم إذا أذن الفجر صليت ونمت حوالي نصف ساعة ثم أقوم لأصلي ما قسم لي وأنطلق إلى أعمالي ما توجيهكم حول ما أعمل؟
الجواب:
أولاً: نسأل الله لنا جميعاً ولك وللمستمعين التوفيق إلى طريق الهدى والرشاد في الأقوال والأعمال والمقاصد وصلاتك آخر الليل هذا من توفيق الله لك، وهذه نعمة من نعم الله جل وعلا فاشكري نعمة الله عليك.
بالنظر إلى الصلاة التي تصلينها قبل أن تنامي، وهي صلاة الفجر فإذا كنت تصلين الفجر قبل طلوع الفجر فإنها صلاة غير صحيحة، وإذا كنت تصلينها بعد طلوع الفجر فإن الصلاة تكون صحيحة لوقوعها في وقتها وذلك إذا توفرت أركانها وشروطها وانتفت موانعها، أما الصلاة التي تصلينها بعدما تنامين نصف ساعة وتستيقظين فهذه الصلاة التي تصلينها إذا كانت هي صلاة الفجر وكان ذلك قبل طلوع الشمس فإن هذه الصلاة تكون في وقتها.
ولكن الشيء الذي تحتاجين إلى التنبيه عليه هو أنك إذا كنت تؤخرين صلاة الفجر حتى تستيقظي من النوم فإن هذا غير مناسبٍ، بل الواجب عليك هو انتظار طلوع الفجر والصلاة بعد طلوع الفجر.
أما إذا كانت هذه الصلاة صلاة تطوع فإنه لا يجوز لك التطوع بعد صلاة الفجر إذا طلع الفجر وصليتِ الفجر لا يجوز التطوع بعد ذلك حتى ترتفع الشمس قدر رمحٍ أي بعد طلوع الفجر إذا مضى بعد طلوع الفجر ساعتان إلا ربع تقريباً أو ساعتان على سبيل الاحتياط، يعني بعد طلوع الفجر بساعتين تصلين صلاة الضحى. وبالله التوفيق.
المذيع: هل تتفضلون بتحديد الساعة التي يفترض فيها صلاة العصر، إذ أننا لا نعرف متى يكون ظل كل شيء مثليه أرجو تبيين ذلك بالدقيقة إذا أمكن؟
الشيخ: الله سبحانه وتعالى ربط الأحكام بالأسباب، ومن الأسباب التي ربط بها الأحكام الأسباب المتيسرة، ومن الأسباب المتيسرة أن الشخص يعرف وقت خروج العصر، يعرفه بما إذا قاس ظله بنفسه هو يقيس ظل نفسه ويقيس نفسه هو فإذا كان ظله طوله مرتين، يكون قد خرج وقت العصر المختار وبقي وقت الضرورة، فإذا فرضنا أن طول الشخص الحقيقي متران فإذا كان طول ظله أربعة أمتار خرج وقت العصر المختار وبقي وقت الضرورة؛ لقوله ﷺ: « من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر ».
والذي ينبغي التنبيه عليه وأنا نبهت عليه بالنظر إلى كثرة الأسئلة عنه وهذا الأمر هو:
أن كثيراً من الناس يتهاونون عن أداء الصلاة في أول أو أثناء وقتها مع سلامتهم من جميع الموانع ومع توفر جميع الوسائل التي تساعدهم على أداء الصلاة في أول وقتها، أو في أثناء وقتها، ويخاطرون في تأخير الصلاة إلى آخر وقتها، وقد يصرفهم عن أدائها صارفٌ، وبعد ذلك يضطرون إلى أدائها بعد خروج وقتها فيكون قد حصل منهم تسبب وإهمالٌ في تأخيرها عن وقتها، فأول الوقت رضوان الله جل وعلا، فإذا دخل وقت الصلاة على الإنسان أن يبادر إلي الصلاة، وبمبادرته للصلاة قد يكون ذلك سبب من أسباب تيسير الأمور التي يفعلها بعد صلاته، وعندما يقدم الأمور الدنيوية على صلاته ويؤخر الصلاة إلى آخر وقتها فقد لا يوفق في أموره الدنيوية التي يعملها، قد يجري صفقة تجارةٍ ولكن تعود عليه بخسارة أو هلاك المال أو ما إلى ذلك لأن الله تعالى على كل شيء قدير، فإذا بدأ الإنسان بالصلاة وأخر أمور دنياه جعلها مرتبةً ثانية يكون قد حصل على أجرٍ عظيم في أداء الصلاة في وقتها، وكذلك في تقديمها، وقد ييسر الله له أمور دنياه بسبب عنايته بأمور دينه. وبالله التوفيق.
المذيع: في هذا الوقت كثر التقويم، وأصبح شبه متيسر لكثير من الناس، وفيه تحديد أوقات الصلوات هل يجوز الاعتماد عليه؟
الشيخ: أثير هذا السؤال وسماحة المفتي حفظه الله شكل لجنة وخرجت خارج الرياض وتأكدت من طلوع الفجر ومطابقته لتقويم أم القرى، فوجدت أن طلوع الفجر مطابقٌ تماماً لما دون في تقويم أم القرى، وإذا كان هذا مضبوطاً فكذلك في الأوقات الأخرى، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى في هذا البلاد، وهي الدولة الوحيدة على وجه الأرض التي تحكم الإسلام من جهة وتعتني أيضاً بالأمور الدينية من جهةٍ أخرى وذلك بتيسير وجود المؤذنين في جميع أنحاء المملكة وتقييد هؤلاء المؤذنين بالمواقيت الشرعية وبخاصةٍ عندما يأتي شهر رمضان شرفه الله وبخاصةٍ موضوع الإمساك وموضوع الإفطار.
ينبغي على الشخص بنفسه أن يحتاط فلا يتعجل في الإفطار؛ لأنه قد يحصل منه إفراط فيحصل منه الأذان قبل غيبوبة الشمس كما إذا حصل غيمٌ أو نحو ذلك، ولا يكون معه ساعة، ويكون فيه شيءٌ من التسرع. وكذلك بالنظر إلى وقت الإمساك قد يتأخر بعض المؤذنين لسببٍ من الأسباب ويؤذن بعد طلوع الفجر لا عند طلوع الفجر. وبالله التوفيق.